آمنة الفضل

عوالم النساء


إن لعين المرأة بريقاً يخترق حُجب الخيال بأشعته تارة، ويتلقى إيحاءات الخلود المنتظرة تارة أخرى…

(مصطفى صادق الرفاعي )

* تفاصيل كثيرة تدور خلف أسوار صالون التجميل النسائي ،الكثير من القصص والحكايا مابين حزن وفرح ، ضحك وبكاء في ذات الوقت،قد لاتستطيع التميز بين أولئك النسوة المصطفات على المقاعد الملونه والمنتشرة في كل زاوية من الصالون وأنت تخطو الى الداخل ، قد ترتفع أصواتهن الى حد الصراخ وتنخفض فجأة الى حد الهمس ، الكثير من الأصوات المتداخلة والمبعثرة هنا وهناك تحكي عن قصص إندثرت وأخرى بدأت للتو وثالثة لاتزال تحافظ على رونقها منذ سنين ..

* في كل مرة تقرأ فيها صاحبة الصالون تذكرة إحداهن تمعن بها النظر طويلاً ثم تنهال عليها بوابل من الأسئلة ، وقبل أن تحشد تلك السيدة العبارات الفخيمة لترضي فضولها تباغتها بسؤال آخر أكثر تعقيداً فلا يكون منها إلا أن تلوذ بالمرآة التي تقبع قبالتها مباشرة بينما ترسم على وجهها إبتسامة متحفظة …

* ليس كل النساء اللائي يترددن على صالون التجميل يبحثن عن الجمال بل هنالك الكثير من الأسباب ، رغم أن أكثرهن يأتين للبحث عن ذاتهن الجميلة صدقاً وينفقن لأجل ذلك الكثير من الوقت و المال الذي يفرغنه من جيب الآخر وينثرنه في فضاء التجميل كمن لا يخشى الفقر ، ليحصلن على تلك الصورة التي تدهش طموحهن ، وتحدث أثراً سحرياً في نفوسهن الطفولية ، الا أن البعض الآخر منهن يتخذنه كمسرح لعرض ماأوتين من نعم وهن يتبخترن بين أعين الآخريات بكل غرور وإعجاباً بالذات ، أو ربما سوق لبيع كل السلع التي تبهر سريرة النساء وهنالك أيضاً من يقصدنه طلباً للترويح والترفيه النفسي ، بينما تكتفي فئة منهن بالمشاهدة والتحليل الهامس …

* مابين المسرح الاستعراضي والعيادة النفسية يظل صالون التجميل النسائي شاهداً على كل الحكايا ، وراصداً لكل الأقنعة التي تستخدمها النساء مابين ولوج وخروج ، بينما يظل في ذات الوقت يهدهد ضجرهن من بعض تفاصيل الحياة المرهقة ، ولا يبقى في آخر النهار سوى روعتهن الكاملة وإبتسامة الرضى تعبئ ما أحدثه عداد العمر من فراغ في وجههن متباينة السحنات ثم يمضين الى عوالمهن المنتقاة مسبقاً …

قصاصة أخيرة
جميع النساء جميلات ولاخيار آخر

قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )