صلاح الدين عووضة

إنه من عمر!!

*إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت..

*كلمات نبي الله شعيب هذه- كما أوردها القرآن- هي شعاري في الصحافة..

*وشعار كثير من زملائي أيضاً من كتاب الأعمدة..

*وإن شذَّت قلة- هدفها تغليب الخاص على العام- فلكل قاعدة شواذ..

*ومن منطلق هذه القاعدة تنطلق أقلامنا بهدف الإصلاح..

*ننتقد إن رأينا تلاعباً، ونحفِّز إن رأينا تكاسلاً، ونشيد إن رأينا تجاوباً..

*وعديد الجهات أشدنا بتجاوبها مع نقدنا مؤخراً..

*ومنها إدارة الشرطة التي عملت على تبسيط إجراءاتها الخدمية من بعد تعقيد..

*ومنها إدارة المدينة الرياضية التي وعدت بالبشريات قريباً..

*ومنها إدارة قناة النيل الأزرق التي تجاوبت مع نقدنا لمذيعاتها فوراً..

*وصار شعارها-غير المعلن- بساطة المظهر..

*فما من مذيعة تظهر فيها- هذه الأيام-إلا وهي بسيطة، أنيقة، محتشمة..

*كما قلّ- كثيراً- لغو الكلام الاستعراضي السمج..

*فقط تبقّت مشكلة (الروج)-المبالَغ فيه- بما يتنافى مع روح البساطة المحببة..

*وإذ نشيد بحسن فضل المولى نوجّه مزيداً من النقد لأخ له..

*إنه الزبير عثمان أحمد مدير الهيئة العامة لإذاعتنا وتلفزيوننا (الرسميين)..

*فهو قد أفرغ هذين الجهازين من كل (إرثهما التاريخي)..

*لا برامج جاذبة، لا دراما عميقة، لا أفكار متجددة، ولا نشرة أخبار (مفهومة)..

*وسبب عدم الفهم هو (تكلّف) مذيعاتها في القراءة..

*وإن كان الزبير يعجبه (واقع) هذا التلفزيون (الواقع) فهذا مبلغ علمه الإداري..

*وفي هذه الحالة تخطئ الحكومة إن هي أبقت عليه (أكثر)..

*ونخطئ نحن إن تمادينا في كلمتنا هذه (أكثر) دون إتاحة الفرصة لشاهد من أهلها..

*شاهد من أهل (الحيشان) ليدلي بشهادة (لا كلام بعدها)..

*وهي شهادة جاءتني عبر موقع (سبأ) الذي يذكرنا بالهدهد و(النبأ اليقين)..

*ويذكرنا بكلام بلقيس (إنه من سليمان)..

*و(إنه من عمر الجزلي) الذي يرثى لما آل إليه حال إعلامنا المرئي والمسموع..

*ويقول: قرأت العمود في موقع للتواصل الاجتماعي..

*ولقد كفى ووفى الحبيب عووضة، ولكن هذا هو واقعنا التعيس..

*وسنظل نتعذب من مذيعي ومذيعات التلوث السمعي إلى أن يتوفانا الله..

*نتعذب بمرض الضغط جراء ما نسمعه من (جماهير) المذيعين..

*وأقول (جماهير) لأنهم صاروا كذلك من كثرة (الفقيس) تماماً كحال فناني (الغفلة)..

*وأقول قولي هذا (شاهداً) على هذه الأمية الإعلامية..

*أقوله للتأريخ، وأستغفر الله لي ولكم، وقوموا إلى تلوثكم السمعي والبصري والمعرفي..

*وما أقول أنا للتأريخ: ليتك كنت (المسؤول) يا عمر..

*إذن لعاد إلى التلفزيون ألق أيام الإبداع والابتكار وقراءات النشرة (الرصينة)..

*ونقوم إلى (تلوث أيام الزبير !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة