صلاح الدين عووضة

دخرينة !!

*في موقع يخص أبناء (نوري) إشادة بشخصي..

*وهي إشادة ممن يستحق هو- صدقاً لا تواضعاً- الإشادة بأكثر مني..

*ثم هنالك من تستحق (هي) الإشادة بأكثر منا نحن الاثنين..

*إنها إشادة من زميل دراسة الطفولة – بكريمة – محمد الحسن (ود اللقية)..

*وذلك قبل مغادرتي ديار الشايقية الجميلة إلى حلفا الحبيبة..

*وبعض مما قاله ذكرته أنا – من باب الضحك على نفسي- في كلمة سابقة..

*قال إنني كنت أحد نجوم ليالي المدرسة الأدبية البارزين..

*ولكنها لم تكن نجومية بقدر ما كانت (شلاقة) تبرز من بين ثنايا التناقض..

*فقد برزت – مثلاً- لأقرأ القرآن حين وجل المكلف بذلك..

*وبرزت – عقب ذلك – لأغني حين (زاغ) من اُختير لحلاوة صوته..

*وبرزت- أيضاً- لأمثل حين خاف (البطل) في آخر اللحظات..

*وكل الذي فعلته هذا كان هنالك من يجيده بأحسن مني..

*وقال عني ود اللقية – كذلك – إنني كنت من بين (أوائل الشطار) في الفصل..

*ولكنه لم يقل عن نفسه إنه كان (الأول الأشطر) على الدفعة..

*وقال إنني كنت أدمن مكتبة ميرغني البدوي من شدة إدماني قراءة الكتب..

*ولم يقل إنه كان (أديب) حصة العربي من كثرة قراءاته..

*وهو يحاضر الآن في الجامعات، ويشغل وظيفة مسجل كلية بجامعة الخرطوم..

*ولكن التي كانت أشطر وأبرز وأول واحدة من (مدرسة الحياة)..

*وهي من معالم المنطقة (هناك) التي لن أنساها ما حييت..

*هي مثل بركل كريمة، وطرابيل نوري، وآثار الكرو، ومزار عيسى ود زينب..

*أو مثل مكتبة ضرغام، وكنيسة الحجر، ومصنع التعليب..

*أو مثل البواخر الشهيرة: الجلاء وكربكان وعطارد والزهرة والثريا..

*وأمام مرسى هذه البواخر كانت تجلس (هي)..

*(هي) التي قلت إنها تستحق الإشادة بأكثر منا نحن الاثنين..

* تجلس تحت شجرة وريفة – بجوار مصنع البلح- تبيع طعاماً للمسافرين..

*والطعام كان صنفاً واحداً لم أر غيره..

*أو ربما كان كذلك استجابةً لما (يطلبه المسافرون)..

*كان ملاحاً أخضر (مفروكاً)، وكسرة تماثل (الدبلان) بياضاً ورقةً ونعومة..

*وكنت أقف أنظر نحوها منجذباً إلى (روعة المشهد)..

*مشهد همتها ، وخضرة ملاحها ، و(زراق) ثوبها، ونهم زبائنها..

*وعندما ارتحلت من كريمة ظل (خيالي) معلقاً بها..

*وعلمت – بعد سنوات عدة – أنها جنت ثمار تعبها راحةً ومنزلاً وأبناءً (مبرزين)..

*جنتها بما (ادخرته) من شطارتها في صنع (الخدرة)..

* إنها ……….. (دخرينة !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة