دخرينة !!
*في موقع يخص أبناء (نوري) إشادة بشخصي..
*وهي إشادة ممن يستحق هو- صدقاً لا تواضعاً- الإشادة بأكثر مني..
*ثم هنالك من تستحق (هي) الإشادة بأكثر منا نحن الاثنين..
*إنها إشادة من زميل دراسة الطفولة – بكريمة – محمد الحسن (ود اللقية)..
*وذلك قبل مغادرتي ديار الشايقية الجميلة إلى حلفا الحبيبة..
*وبعض مما قاله ذكرته أنا – من باب الضحك على نفسي- في كلمة سابقة..
*قال إنني كنت أحد نجوم ليالي المدرسة الأدبية البارزين..
*ولكنها لم تكن نجومية بقدر ما كانت (شلاقة) تبرز من بين ثنايا التناقض..
*فقد برزت – مثلاً- لأقرأ القرآن حين وجل المكلف بذلك..
*وبرزت – عقب ذلك – لأغني حين (زاغ) من اُختير لحلاوة صوته..
*وبرزت- أيضاً- لأمثل حين خاف (البطل) في آخر اللحظات..
*وكل الذي فعلته هذا كان هنالك من يجيده بأحسن مني..
*وقال عني ود اللقية – كذلك – إنني كنت من بين (أوائل الشطار) في الفصل..
*ولكنه لم يقل عن نفسه إنه كان (الأول الأشطر) على الدفعة..
*وقال إنني كنت أدمن مكتبة ميرغني البدوي من شدة إدماني قراءة الكتب..
*ولم يقل إنه كان (أديب) حصة العربي من كثرة قراءاته..
*وهو يحاضر الآن في الجامعات، ويشغل وظيفة مسجل كلية بجامعة الخرطوم..
*ولكن التي كانت أشطر وأبرز وأول واحدة من (مدرسة الحياة)..
*وهي من معالم المنطقة (هناك) التي لن أنساها ما حييت..
*هي مثل بركل كريمة، وطرابيل نوري، وآثار الكرو، ومزار عيسى ود زينب..
*أو مثل مكتبة ضرغام، وكنيسة الحجر، ومصنع التعليب..
*أو مثل البواخر الشهيرة: الجلاء وكربكان وعطارد والزهرة والثريا..
*وأمام مرسى هذه البواخر كانت تجلس (هي)..
*(هي) التي قلت إنها تستحق الإشادة بأكثر منا نحن الاثنين..
* تجلس تحت شجرة وريفة – بجوار مصنع البلح- تبيع طعاماً للمسافرين..
*والطعام كان صنفاً واحداً لم أر غيره..
*أو ربما كان كذلك استجابةً لما (يطلبه المسافرون)..
*كان ملاحاً أخضر (مفروكاً)، وكسرة تماثل (الدبلان) بياضاً ورقةً ونعومة..
*وكنت أقف أنظر نحوها منجذباً إلى (روعة المشهد)..
*مشهد همتها ، وخضرة ملاحها ، و(زراق) ثوبها، ونهم زبائنها..
*وعندما ارتحلت من كريمة ظل (خيالي) معلقاً بها..
*وعلمت – بعد سنوات عدة – أنها جنت ثمار تعبها راحةً ومنزلاً وأبناءً (مبرزين)..
*جنتها بما (ادخرته) من شطارتها في صنع (الخدرة)..
* إنها ……….. (دخرينة !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة