الفاتح جبرا

خط أحمر


نحن من أكثر الشعوب بل إن شئت الدقة حكومتنا من أكثر الحكومات التي تستخدم مصطلح الخطوط الحمراء، حيث يستخدم المصطلح للإشارة الى (حد معين) إن تم تجاوزه فلن يقابل المتجاوز إلا بالصرامة والحزم، والخط الأحمر عادة ما يذكرني بخط كنا نرسمه على (الواطة) عندما كنا أطفالاً (ما تقولو ليا متين)، في حالات الشجار إذ يقوم أحدهم برسمه قائلاً لمن يتشاجر معه:

• كان راجل فوت الخط ده !
وبالتالي فإن (الخط) يستخدم للجدية في وضع نهاية أو حدا لنقاش ما أو تحذيراً من الإقتراب حتى من الخط (خليك من تعديه) ! وقد علمتنا (الصحافة) أن الخطوط (الحمراء) خشم بيوت فهنالك خطوط حمراء يعتقد بأنه ينبغي أن لا تتم تجاوزها تماماً كأنها حدود الله التي أنزلها في كتابه العزيز وهذه الخطوط الحمراء أياك ثم إياك من تجاوزها (أو حتى الإقتراب منها) وإلا عينك ما تشوف إلا النور (ده لو شافت)!
وهنالك خطوط حمراء (للتخويف فقط) ومجرد كلام الغرض منها التهديد فقط فهي لا تتم فيها متابعة من يتعداها أو يتطرق إليها أو من لا يلتزام بها ولا معاقبة من يتجاوزها، وعموما كما ذكرت في بداية المقال فحكومتنا أكثر (حكومة) تستخدم حكاية ( الخط الأحمر) ولو أردنا أن نقوم بحصر (خطوطها الحمراء) لما إستطعنا ولكن إليكم هذه الأمثلة:.

• (أمن وإستقرارالسعودية خط أحمر) … مساعد الملحق العسكري السوداني بالمملكة
• (أمن تركيا خط أحمر) … وزير الخارجية ( د. أبراهيم غندور)
• (أمن السودان خط أحمر) … تابيتا بطرس (وزير الدولة بالكهرباء والسدود)
• (مؤسسات حفظ الأمن خط أحمر) … إبراهيم محمود (مساعد رئيس الجمهورية)
• (نصيب مصر من مياه النيل خط أحمر… وزير الخارجية (د. إبراهيم غندور)
• (وحدة السودان خط أحمر) .. الميرغني
• (حلايب سودانية وعلاقتنا مع مصر خط أحمر) … وزير الخارجية (د. إبراهيم غندور)

ولا (واحد) من المسؤولين من قمة النظام الى كافة المستويات يتحدث عن كرامة المواطن السوداني كخط أحمر. في كل الدول المحترمة نجد أن المواطن هو الخط الأحمر وأن الإساءة إليه من قبل أي مسؤول أوموظف هو شيء خطير يجبر من يقوم به على الاستقالة نظراً للرمزية التي تمثلها هذه الإساءة لكرامة المواطنين جميعاً.
ثم بالله عليكم ألم تتم الإساءة للمواطن برفع الأسعار واضطراره لاختصار وجبات أبناءه حتى أصبحت الوجبات (طقة واحدة) ؟ وكمان غير مستوفية لأي معايير غذائية!

ألم تتم الإساءة للمواطن عندما يفلت الفاسدون واللصوص (بتاعين الكسرة التحت دي) وأمثالهم من العقاب؟
ألم تتم الإساءة للمواطن عندما تقوم ولاية بعرض إنجازاتها من خلال شاشة عملاقة موصلة مع (لابتوب) فتظهر (للمتواجدين) من ضمن (الإنجازات) لقطات إباحية يعاقب عليها القانون؟
ألم تتم الإساءة للمواطن عندما تم إيقاف كاتبين بهذه الصحيفة قسراً دون قانون وقد عرف عنهما قول الحق (المر) في زمن (شراء الذمم).
ألم تتم الإساءة لكرامة المواطن عندما يطلب من (الفتيات) ألا يلبسن المحذق من الثياب وإلا تعرضن للجلد والبهدلة وذات الثياب تأتي (عيني عينك) عبر المواني والمطارات؟
ألم تتم الإساءة للمواطن عندما (صفق) و(هتف) الرد الرد السد السد وتم وعده بإستقرار الكهرباء (بل وتصدير الفائض) ثم إذ هو يكتشف أنه مواجه بنقص في الكهرباء وقطوعات موعودة وأن موضوع (السد) كأنه لم يكن؟

ألم تتم الإساءة للمواطن عندما قام نواب البرلمان الذي (يمثلونه) بالتصفيق الحار عند إجازة زيادة أسعار السلع الضرورية؟
ألم تتم الإساءة للمواطن وإمتحانات (الشهادة السودانية) قد أصبحت دون مستوى الشبهات بعد أن تم تسريبها وبيعها في (سوق الله أكبر) والسيدة الوزيرة عاملة (أضان الحامل طرشة)؟
ألم تتم الإساءة للمواطن (وكل شوية) مسؤول (مسروق) من منزله ملايين العملات المختلفة (لحدت هسه 3 مسؤولين)!
ألم تتم الإساءة للمواطن وهو ينتظر (مخرجات حوار) تخرجه من هذا الوضع المأساوي فيجد أنها (تزيد الطين بله) !.
السؤال هو .. هل نجد يوماً أن المواطن لدي (الحكومة) خط أحمر؟

كسرة:
دي حالة يعملو فيها كسرات!!

كسرة ثابتة (قديمة):أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟85 واو – (ليها سبعة سنوات وشهر)؟

كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 44 واو (ليها ثلاث سنوات وثمانية شهور)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة