آمنة الفضل

الخطوة القادمة


* بعد أعوام من العمل المتواصل ، من الإذدحام ، أعوام من محاولة إثبات الذات ،وخلق صورة ذهنية محددة تجاه نفسك والآخرين ، فجأة ودون سابق إنذار وبينما أنت جالس في هدوء تام تحتسي فنجاناً من الشاي ، تحدق في الفراغ تشتعل بداخلك شرارة الثورة على المكان…
تغلق صفحة ، رغم انتقاد الكثرين وقلقهم تجاه هذ القرار المباغت لهم بعضهم يهز رأسه استسلاماً ، وبعضهم يلملم ابتسامته الصارخة لشئ ما في نفسه ، لكن الكثير منهم قد يودعك بزرف الدموع ، ومشاركة بعض الذكريات الجميلة التي جمعتك بهم ذات ساعة عمل مشتركة ، لكن لا خيار آخر لديك في تلك اللحظة سوى أن تحمل حقيبتك الصغيرة الخالية من الالتزامات المهنية وتغادر في صمت بينما تر سم على وجهك ابتسامة طفيفة و بعض الكبرياء …

* الحياة كثيراً ما تدهشنا وترسم على صفحات أيامنا خارطة النجاح ، تهدينا الثقة والحب ، تقتلع الأشواك من كل طريق نخطو فيه ، وتجعلنا نغدق في كأس الطموح ، لكن كثيراً ما تعود لتخزلنا وتأخذ من بين أيدينا كل ذلك الترف ، تفقرنا بقدر ماأغنتنا ، و تسرف في نثر المواجع على دواخلنا ، ثم تتركنا على حافة قرار لا نعرف نتائجه بقدر مانكون في أشد الحاجه لإتخاذه …

* حينما تصل مرحلة ما من الإرهاق الذهني ولا تعد تميز بين الأشياء المفيدة والتي دون ذلك ، حينما تتشابه عليك الأشكال ، وتختلط بوجهك المعالم ، وتفقد مفاتيح الخلاص ، تتداخل عليك الأصوات ، حينما تضيع بوصلتك التي تدلك على الإتجاه الصحيح ، وينفض كل الذين كانوا يحيطون بك ، عليك فقط ودون تردد إغلاق تلك الصفحة القديمة ، عليك التمرد على خوفك من نظرة الآخرين ، عليك التمرد على سخط الواقع وخلق طريق جديد يشبهك ، يحمل ملامحك ، طريق تعبر من خلاله الى عالمك الذي يمثلك وتجد فيه ذاتك الخلاقة …

* في حديثه عن إتخاذ القرار يقول ستيف جوبز أحد أقطاب الأعمال في أمريكا :

أفعل الأشياء التي تحب فعلها حقا أبحث دائما عن رغبتك الحقيقيه اصنع الاختلاف والتميز . الطريقة الوحيدة لعمل أشياء عظيمه هي أن تحب ما تفعله …

* قصاصة أخيرة

عليك إتخاذ القرار الآن

قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة)