تحقيقات وتقارير

تفاؤل سوداني بالشراكة الإستراتيجية مع الخليج

ما إن أعلن السودان حصوله على شراكة إستراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي حتى فتح الباب لتساؤلات مختلفة عن نوعية تلك الشراكة وما الفوائد المرجوة منها للطرفين على المديين القريب والبعيد.

ففي وقت ذهب فيه بعض المتسائلين إلى تأكيد إيجابية الخطوة التي تعد الأولى من نوعها، ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك حينما وصفوها بالخطوة الأهم في تاريخ العلاقة بين السودان ودول الخليج العربي إذا ما تجسدت حقيقة على أرض الواقع.

ويجمع مراقبون على أن الانتقال إلى الإستراتيجية بين الدول المعنية بحاجة إلى ما يمنع انهياره مع أي تباين أو خلاف سياسي في بعض المواقف الدولية المستقلة.

واعتبر وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور أن الشراكة الإستراتيجية الجديدة بين السودان ودول الخليج العربي ستكون شبيهة بحالة شراكة تلك الدول مع الأردن والمغرب.

وقال غندور في تصريح صحفي السبت إن التوقيع على تلك الشراكة مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي سيتم خلال أول اجتماع وزاري قادم، واصفا الخطوة بأنها نقلة في العلاقات بين السودان ودول الخليج.

وكانت السعودية طرحت عام 2012 فكرة ضم المغرب والأردن إلى دول مجلس التعاون الخليجي، ومنذ ذلك الحين والمجلس يدعم البلدين ويتعاون معهما في القضايا الإستراتيجية.

وربط متابعون بين الخطوة ومشاركة السودان في التحالف العربي التي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس/آذار 2015 ضد الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، إلى جانب مشاركة السودان في التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية أيضا، كما يشارك السودان في العديد من التمارين العسكرية في منطقة الخليج العربي.

مرحلة الشراكة
ويبرر نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السوداني متوكل محمود التجاني الخطوة بما حدث من تطور إيجابي بين السودان والدول العربية عقب مشاركته في عاصفة الحزم ووصوله إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي.

واعتبر أن علاقة السودان وُضعت في المسار الصحيح بالعودة إلى الحضن العربي والإسلامي وإعادة تركيبته ودوره الطليعي، متوقعا جني السودان كثيرا من الثمار بهذه الخطوة.

ويضيف التجاني للجزيرة نت أن مكاسب سياسية واقتصادية جمة ستعود على السودان من الانفتاح على المحيط العربي، بينها التبادل التجاري وتحرك رؤوس الأموال، مع توفير غطاء عربي لمساندة السودان في قضاياه الدولية المختلفة.

ويقول إن مواقف الدول العربية السابقة كانت تقف مع السودان في المؤسسات الدولية بصورة خجولة، لكن بعد الشراكة الجديدة مع مجلس التعاون الخليجي سيكون الوضع مختلفا عن سابقه.

مردود إيجابي

من جهته يرى مستشار رئيس الجمهورية السابق عبد الله علي مسار أن الشراكة مع دول الخليج العربي سيكون لها مردود إيجابي على كافة المجالات السياسية والاقتصادية.

ويرى أن قطاع الزراعة سيكون الأكثر استفادة من انفتاح السودان على الخليج لأنه يزخر بالأراضي الزراعية والمياه، مشيرا إلى أن الشراكة الجديدة ستمنحه القدرة على جلب الأموال الخليجية لصالح الزراعة.

ويقول مسار للجزيرة نت إن الدول العربية نفسها بحاجة إلى شراكة إستراتيجية مع السودان لأنها تواجه إشكالات في نضوب المياه وعدم توفر الأراضي الزراعية، والسودان يحقق لها أمنها الغذائي.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة أم درمان الإسلامية صلاح الدومة فتوقع مردودا إيجابيا للخطوة الجديدة، معتبرا أن السودان -وهو الطرف الأضعف اقتصاديا في المعادلة- سيجني الفائدة الأكبر من هذه الشراكة.

ويعتبر الدومة في حديثه للجزيرة نت أن مجلس التعاون الخليجي سيكون مفتاح السودان لتحسين علاقاته مع دول الغرب، مشيرا إلى أن الدول العربية ستكون وسيطا مؤثرا في علاقة السودان مع الغرب، بما يدفع باتجاه رفع العقوبات الاقتصادية عليه مع شطب اسمه من قائمة الدول الراعية لما يسمى الإرهاب.

الجزيرة