صلاح الدين عووضة

متى (نكبر)؟!!


*والي الخرطوم يدشن إنارة ملعب..

* وليس ملعباً جديداً…. ولا إنارة جديدة..

*إنه شيخ الملاعب ستاد الخرطوم…..والإنارة هي مجرد تقوية..

*ونظل في مربع ثقافة الأنظمة (المنقرضة)….لا نزال..

*نعم؛ فالأنظمة الشمولية هي في حالة تلاشٍ الآن..

*وانتقلت الدول (المتخلفة)- سياسياً-إلى مربع الديمقراطية…. بكل ثقافتها..

*حتى أفريقيا بدأت الانتقال السلس، أو (الصعب)..

*وليس من ثقافة الديمقراطية تدشين المسؤول لكل شيء..

*مدارس، ومشافٍ، ومصانع، ومعابر، ومسالخ، وحتى (إنارة ملاعب)..

*ثم يتبعه المصورون والعاطلون والمنافقون..

*وحين ينتظر الناس جليل الأخبار- مساءً-(يهريهم) تلفزيونهم القومي بسخيفها..

*سخيف أخبار تبدأ بمفردات: افتتح ودشن وقص وزار..

*وحتى من الدول التي اندثرت شمولياتها كان بعض ما يُدشن فيها (يستحق)..

*يعني- مثلاً-النهر العظيم في ليبيا القذافي..

*ومفاعل تموز النووي-الذي ضربته إسرائيل- في عراق صدام..

*ومترو الأنفاق…… في مصر مبارك..

*أما أن يدشن مسؤول (رفيع) ما لا يُعد إنجازاً-أصلاً- فهذه فضيحة علينا تجاوزها..

*يعني بناء مشفى أو مدرسة أو مصنع هو أمر أكثر من (عادي)..

*فما بالك بتجديد إضاءة ملعب كرة قدم..

*وإن كان الوالي يدشن إنارة ستاد…… فماذا ترك لمعتمديه كي يدشنوه؟!..

*بل إنه (تجديد) لا يستحق تدشيناً حتى من المعتمدين..

*ولا حتى من مدير مكتب الوالي….

*والمطلوب من عبد الرحيم محمد حسين أن يعمل لما هو أهم..

*أن يعمل ما يدرأ به كوارث الخريف الذي اقترب أوانه….على سبيل المثال..

*وذلك بدلاً من أن (يُفاجأ) به…….مثل كل مرة..

*ثم يحذو حذو سابقيه بالخوض في مياهه- وسط الأنقاض- وهو يهلل ويكبر..

*ومع التهليل والتكبير تلويح بعصا (الجن) في الهواء..

*ولا أدري-ولا يدري الناس-السر في بروز العصي من وسط (الأمواج)..

*المهم لو كان فعل-الوالي- لبدا الأمر مقبولاً (شوية)..

*يعني ينشئ شبكة (أنفاق) للتصريف المائي ثم يهلل ويكبر ويدشن كما يحلو له..

*ولم نطالبه بشبكة مترو (أنفاق) وإلا نكون قد…..(بالغنا)..

*ولا (نبالغ) فنطالب مسؤولينا بمغادرة (حركات) الشمولية التي عفا عليها الزمن..

*وإنما نطالبهم فقط بألا (يبالغوا) فيها أكثر من اللزوم..

*فإن كان الوالي- بذات نفسه- يدشن (إعادة) إنارة ستاد فماذا ترك لمن هم دونه؟..

*فهم لا بد أن يدشنوا (أي حاجة) تبعاً لثقافة الشمولية..

*وأقترح على كل معتمد تجديد إنارة بعض ما يليه من شوارع العاصمة..

*ثم يسارع إلى تدشينها قبل أن يسمع بها الوالي..

*فإن غضب يعتذر له بأن هذه كشافات (صغيرة)…. وهو تليق به (الكبيرة)..

*ومتى (نكبر) نحن….سياسياً ؟!!

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة