مابين اليقظة والأحلام
* مثلما كان العام مابين شد وجذب وهو يتايع بالتفاصيل المملة مشاهد الإنتخابات الأمريكية وكلٌ يغنى على ليلاه ، الذين يحلمون بالهجرة الأبدية ، والذين ينشدون السلام ، وأولئك الحائرون مابين هذا وذاك ، دعاة الحرب ، تجار السلاح وطلاب العلم ، اللاجئون ،الجميع كانوا يرسمون أحلامهم بألوان متباينة مابين رفض مرشح وقبول آخر ، لكن الذي حدث أدهش الجميع وألجم أفواههم خوفاً وحزناً أو ربما إستياء ..
* راودني ذات الأحساس منذ الأمس وأنا أتابع بإهتمام إيقاع الإنتخابات الفرنسية ، كل ثانية هي حكاية جديدة غير متوقعة ، وبذات القدر الذي تحامل فيه( ترامب) على العالم الاسلامي والمخلفات البشرية لحروب العالم الثالث ، والتي أصبحت جزء من الروتين اليومي ، كلما أدرنا مؤشر الراديو أو تسمرنا أمام شاشة التلفاز ذات صباح أو مساء ، ذلك التقتيل والتشريد الذي لا ينتهي ، هو سبباً رئيساً في نبذنا من قائمة المرحبين بهم في الغرب …
* مارين لوبان المرشحة الفرنسية التي تجاهر بالتطهير العرقي وتجريد كل من ليس فرنسيا حقيقيا من هويته الفرنسية والتي قد لا تدري هي ما الثمن الذي دفعه للحصول عليها حتى يشعر أنه من سكان الدرجة الأولي في العالم ، لوبان لا تختلف كثيرا عن (ترامب )الذي ظل يردد ذات الشعار غير مكترث لما بعد ذلك من أبعاد مظلمة ، فتلك الجينات العنصرية التي يحملها كل من( لوبان وترامب) ستعيد العالم الى زمن العبودية والعنصرية المحضه ..
* ذات يوم حلمت بأن أبني لي كوخاً قرب بحيرة آنسي بفرنسا ، وها أنا ذا أرى حلمي على كف عفريت كما يقولون، ولا أستطيع فعل شي سوى التصويت للمرشح (ماكرون) عسى أن يقلب صوتي الموازين ،وساعتها أستطيع إستعادة حلمي .. فأنا أرى بذات الزاوية التي يرى عبرها الصحفي البريطاني جورج أورويل حين قال :
في عصرنا لا يوجد شئ اسمه بعيداً عن السياسة كل القضايا هي قضايا سياسة..
* قصاصة أخيرة
تظل الأحلام رهينة السياسة
قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )