في السودان حكومة الدفع المقدم.. Pre-paid Government

أول مرة سمعت هذا التعبير كان من المهندس عمر صبير…وفكّرت فيه مليا!

والمعنى أنك ستدفع مقدما لأي خدمة (موية ، كهرباء، علاج، تعليم، الخ…) قبل أن تنعم به…

وستضطر في لحظة ما أن تستجدي حقك (نعم حقك كمواطن) بعد أن دفعت ثمنه كاملا.
مثلا، الكهرباء ستقطع رغما عن أنك دفعت ثمنها مقدما شامل الضريبة.

وثمن الكهرباء في السودان تم تخصيصه بحيث يتحمل المواطن المسكين ثمن مكيفات المكاتب الحكومية التي لا تقف حتى وإن كان المكتب خاويا على عروشه…بل وستجد نفسك تستجدي مجددا حقك في أن يخدمك الموظف الذي يأخذ مرتبه كامل الدسم مع الحوافز والبدلات (بعض مسئولي الحكومة تصل بدلاتهم مبالغ خرافية تعجز الآلة الحاسبة الذكية عن استيعابها في هذا البلد الظالم حكومته)!
وكذلك هو الحال في ما يخص الماء الذي يقطع متفاجئا بالصيف كما تفاجأ حكومتنا بالخريف سنويا…!

بلدا هيلي أنا يجري النيل فيه جري من لا يخشى التعب… ولا يكاد يوم يمر دون أن يتناول صحفي موضوع سد النهضة وأهمية وقوف السودان كدولة مع الطرف “أ” أو “ب”…

أما ما يجعل المواطن منكسرا تماما، هو ذلك الشباك الصغير الذي تجد نفسك إما منحنيا لتكلم الموظف لتلفحك برودة المكيف!!!
أو تجد نفسك في الشمس تنظر للموظف متظللا (مثل عربات الحكومة التي هي بلا عدد) في الداخل وأنت أيها المواطن المسكين في الخارج!!!

حكومة الدفع المقدم أيضا تنطبق على القروض الخارجية والديون التي تتضاعف على السودان خصما على الاجيال القادمة…حتى بتنا نقرأ تقارير عن سياسات ضغط دول خارجية على الحكومة لتصبح “الأرض مقابل الديون”!!!

لقد قامت حكومة السودان الحالية بتأميم مستقبل الأجيال اللاحقة…كما قضت مع سبق الإصرار والترصد على أحلام الأجيال الحالية.

حتى متى؟!
لتغور حكومة الدفع المقدم هذه الى الجحيم…وليفتح الله علينا بمن يخافه في مواطني السودان الطيبين… الزول والزولة ديل والله ما يستحقوا هذا القبح والظلم والجور من الحاكمين في السودان…حرام والله حرام.

د. أنور دفع الله

Exit mobile version