الطيب مصطفى

بين الشاب المرتد العاق وبني علمان !!


كدت ألمس من بين أسطر حوار صحيفة (التيار) المنشور بالأمس تلك العبرات الحرى التي خرجت من عيني والد الفتى المرتد وهو يئن تحسراً وتأوهاً ويزفر : (والله أنا ربيت ابني بالحلال ودفعت له الملايين لرسوم جامعة الرباط ولم يستمر فيها وسلمته أموالاً للتجارة لكنه كان دايما يفشل وجاب لينا المصيبة في بيتنا) .

كانت تلك كلمات صالح الدسوقي والد ذلك الفتى العاق الذي بدلاً من أن يرتد عن دين الله في حياء وهدوء أبى إلا أن يعلنها مدوية من خلال القضاء الذي ذهب إليه برجليه طالباً تسجيل ردته وإعلانها على رؤوس الأشهاد، فما أحقره وما أبأسه وما أتعسه.

أقول لذلك الوالد المكلوم : هوّن عليك يا أخي ولا تُحمّل نفسك ما لا تطيق وتحاسبها على خطيئة ابنك فقد انصدع قبلك قلب والد نبي الله نوح وهو يودع ابنه العاق لتغمره مياه الفيضان، فلا عليك يا أخي فقد أنبأنا الخالق العليم في قرآنه الكريم وهيأنا لتقبل ذلك الفعل الأثيم من بعض أبنائنا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

مضى صالح الدسوقي والعبرة تملأ قلبه الكسير إلى القول متحدثاً عن ابنه العاق عندما أخبرته الصحافية ، وهي تحاول أن تخفف عليه هول المصيبة بقولها إن ابنه مختل عقلياً ، مضى إلى القول: (جنونه لا ينفع معي في داري وليذهب إلى الجحيم وأنا تفاجأت بهذه المعلومات من أخيه الأكبر وأصابتني الصدمة) وأضاف : (سمعت أنه يريد طلب اللجوء السياسي لأوروبا)، وأكد والد المرتد للصحافية (رابعة العدوية) إن وراء فعلة ابنه تلك (بعض أصحاب السوء) وقال كذلك :(ولدي تابع شلة غير سوية ، وراء ردته جهة ما شجعته ودفعته ليتحصل على لجوء سياسي ويذهب إلى أوروبا)، وقالت الصحافية معقبة إن الوالد غير مقتنع بحجة أن ابنه مختل عقلياً التي وردت من الجهات الرسمية وأن كل القصة عبارة عن دراما ليحصل على اللجوء السياسي.

إذن فإن القصة تتلخص في أمرين أولهما أن الفتى – حسب كلام الوالد – اتخذ تلك التمثيلية ذريعة لكي يحصل على مبتغاه بذات الطريقة التي تكررت مع المرتدة الأخرى أبرار أو مريم اسحق والتي نجحت في مسعاها واستقبلت كما الفاتحين من قبل بابا الفاتيكان، وكذلك ليست بعيدة من قصة لبنى التي صنعت دراما شبيهة منحتها لجوءاً سياسياً إلى فرنسا حيث استقبلها وزير الخارجية الفرنسي كوشنير بالأحضان والقبل، وكذلك ليست بعيدة عن قصة فتاة (هوس الفضيلة) التي سافرت إلى أوروبا لتشكوني للجنة حقوق الإنسان باعتباري رئيس تحرير جريدة (الصيحة) – ولم تنس أن تُذكِّر لتلك اللجنة أني (قريب) الرئيس عمر البشير لمجرد أني هاجمتها بمقال – وليس بالسلاح – مما يتعارض ، حسب ادعائها الذي أخذت به اللجنة ، مع مواثيق حقوق الإنسان التي (تُعلي من حرية التعبير) كما أن لجنة حقوق الإنسان ، بمنطق العدالة العرجاء والكيل بمكيالين ، لم تنس أن تربط بيني وبين الرئيس البشير بل ذكرت اسم الرئيس ولم تذكر اسمي أنا صاحب المقال الذي شدت فتاة (هوس الفضيلة) الرحال إلى جنيف لتشكوني بسببه.

وضع الوالد المكلوم أصبعه على الجرح

حين تحدث عن أن (الشلة غير السوية) والتي عنى بها شياطين الإنس الذين ظللنا نحذر منهم ونعمل على فضح أفعالهم الشيطانية ، هي التي خربت دين ابنه وفعلت به وبأسرته المكلومة الأفاعيل.

حتى بعد أن شطب البلاغ تفويتاً للفرصة أمام من أرادوا تكرار قصة المرتدة أبرار بحجة أن الفتى مختل عقلياً انتفض بعض (متلقين الحجج) من المحامين الذين لا يحتاج صنيعهم وما ينتوون إلى (درس عصر) ليطالبوا بإلغاء مادة الردة عن الدين رافضين أن يُتهم ذلك العاق بالجنون.

لفت نظري وفرى كبدي أن الصحافية رابعة قالت إنها عندما دخلت على والد الشاب العاق وجدته جالساً على (وضاية) ممسكاً بسبحته يحركها بين أصابع يديه وهو ينوي الوضوء لأداء صلاة العصر ثم قالت : (حينها شعرت بحجم المفارقة بين أب متدين يبدو عليه الصلاح وابن أعلن تجديفه بعيداً عن الدين).

قارنوا قرائي الكرام بين مجتمع الأب المتدين ومجتمع فئة أخرى من المجتمع علمانية التوجه ، غريبة على مجتمعها المتدين مصادمة للدين تتهكم من شعائره وتسخر من الصلاة ومن دعاة الفضيلة وتسميهم بالمهووسين وتحتقر تربية الأفراد لكي يفجع مجتمعنا بأمثال ذلك الشاب المرتد.

ستظل معركتنا محتدمة مع هؤلاء الذين يصرون على تجريد مجتمعنا من الدين ومن الفضيلة، فلا فرق بين عرمان وباقان وبني علمان، فكلهم ملة واحدة.

كدت ألمس من بين أسطر حوار صحيفة (التيار) المنشور بالأمس تلك العبرات الحرى التي خرجت من عيني والد الفتى المرتد وهو يئن تحسراً وتأوهاً ويزفر : (والله أنا ربيت ابني بالحلال ودفعت له الملايين لرسوم جامعة الرباط ولم يستمر فيها وسلمته أموالاً للتجارة لكنه كان دايما يفشل وجاب لينا المصيبة في بيتنا) .

كانت تلك كلمات صالح الدسوقي والد ذلك الفتى العاق الذي بدلاً من أن يرتد عن دين الله في حياء وهدوء أبى إلا أن يعلنها مدوية من خلال القضاء الذي ذهب إليه برجليه طالباً تسجيل ردته وإعلانها على رؤوس الأشهاد، فما أحقره وما أبأسه وما أتعسه.

أقول لذلك الوالد المكلوم : هوّن عليك يا أخي ولا تُحمّل نفسك ما لا تطيق وتحاسبها على خطيئة ابنك فقد انصدع قبلك قلب والد نبي الله نوح وهو يودع ابنه العاق لتغمره مياه الفيضان، فلا عليك يا أخي فقد أنبأنا الخالق العليم في قرآنه الكريم وهيأنا لتقبل ذلك الفعل الأثيم من بعض أبنائنا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

مضى صالح الدسوقي والعبرة تملأ قلبه الكسير إلى القول متحدثاً عن ابنه العاق عندما أخبرته الصحافية ، وهي تحاول أن تخفف عليه هول المصيبة بقولها إن ابنه مختل عقلياً ، مضى إلى القول: (جنونه لا ينفع معي في داري وليذهب إلى الجحيم وأنا تفاجأت بهذه المعلومات من أخيه الأكبر وأصابتني الصدمة) وأضاف : (سمعت أنه يريد طلب اللجوء السياسي لأوروبا)، وأكد والد المرتد للصحافية (رابعة العدوية) إن وراء فعلة ابنه تلك (بعض أصحاب السوء) وقال كذلك :(ولدي تابع شلة غير سوية ، وراء ردته جهة ما شجعته ودفعته ليتحصل على لجوء سياسي ويذهب إلى أوروبا)، وقالت الصحافية معقبة إن الوالد غير مقتنع بحجة أن ابنه مختل عقلياً التي وردت من الجهات الرسمية وأن كل القصة عبارة عن دراما ليحصل على اللجوء السياسي.

إذن فإن القصة تتلخص في أمرين أولهما أن الفتى – حسب كلام الوالد – اتخذ تلك التمثيلية ذريعة لكي يحصل على مبتغاه بذات الطريقة التي تكررت مع المرتدة الأخرى أبرار أو مريم اسحق والتي نجحت في مسعاها واستقبلت كما الفاتحين من قبل بابا الفاتيكان، وكذلك ليست بعيدة من قصة لبنى التي صنعت دراما شبيهة منحتها لجوءاً سياسياً إلى فرنسا حيث استقبلها وزير الخارجية الفرنسي كوشنير بالأحضان والقبل، وكذلك ليست بعيدة عن قصة فتاة (هوس الفضيلة) التي سافرت إلى أوروبا لتشكوني للجنة حقوق الإنسان باعتباري رئيس تحرير جريدة (الصيحة) – ولم تنس أن تُذكِّر لتلك اللجنة أني (قريب) الرئيس عمر البشير لمجرد أني هاجمتها بمقال – وليس بالسلاح – مما يتعارض ، حسب ادعائها الذي أخذت به اللجنة ، مع مواثيق حقوق الإنسان التي (تُعلي من حرية التعبير) كما أن لجنة حقوق الإنسان ، بمنطق العدالة العرجاء والكيل بمكيالين ، لم تنس أن تربط بيني وبين الرئيس البشير بل ذكرت اسم الرئيس ولم تذكر اسمي أنا صاحب المقال الذي شدت فتاة (هوس الفضيلة) الرحال إلى جنيف لتشكوني بسببه.

وضع الوالد المكلوم أصبعه على الجرح

حين تحدث عن أن (الشلة غير السوية) والتي عنى بها شياطين الإنس الذين ظللنا نحذر منهم ونعمل على فضح أفعالهم الشيطانية ، هي التي خربت دين ابنه وفعلت به وبأسرته المكلومة الأفاعيل.

حتى بعد أن شطب البلاغ تفويتاً للفرصة أمام من أرادوا تكرار قصة المرتدة أبرار بحجة أن الفتى مختل عقلياً انتفض بعض (متلقين الحجج) من المحامين الذين لا يحتاج صنيعهم وما ينتوون إلى (درس عصر) ليطالبوا بإلغاء مادة الردة عن الدين رافضين أن يُتهم ذلك العاق بالجنون.

لفت نظري وفرى كبدي أن الصحافية رابعة قالت إنها عندما دخلت على والد الشاب العاق وجدته جالساً على (وضاية) ممسكاً بسبحته يحركها بين أصابع يديه وهو ينوي الوضوء لأداء صلاة العصر ثم قالت : (حينها شعرت بحجم المفارقة بين أب متدين يبدو عليه الصلاح وابن أعلن تجديفه بعيداً عن الدين).

قارنوا قرائي الكرام بين مجتمع الأب المتدين ومجتمع فئة أخرى من المجتمع علمانية التوجه ، غريبة على مجتمعها المتدين مصادمة للدين تتهكم من شعائره وتسخر من الصلاة ومن دعاة الفضيلة وتسميهم بالمهووسين وتحتقر تربية الأفراد لكي يفجع مجتمعنا بأمثال ذلك الشاب المرتد.

ستظل معركتنا محتدمة مع هؤلاء الذين يصرون على تجريد مجتمعنا من الدين ومن الفضيلة، فلا فرق بين عرمان وباقان وبني علمان، فكلهم ملة واحدة.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة