من اغتال (ضُحى) ضحية نيالا..؟
قال أحد العُلماء في شرحه لحديث نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه “ليس منّا من لم يرحم صغيرُنا”،إنّ المعنى؛ ليس مثلنا من لم يرحم صغيرنا لعجزه في الدفاع عن نفسه وبراءته عن قبائح الأعمال)وهل هُناك أقبح وأفظع ممّن يغتصب ويفتك بصغيرٍ لنا لا حول له ولا قوة، ليس منّا هو ولن يُشرفنا وليذهب غير مأسوف عليه بلا رأفة تُدنيه إلى الجحيم وليشهد عذابه وقتله الناس في ميادينهم ليعتبِر من هُم مثله..
هل هو منّا يا تُرى من لم يرحم صغُيرنا ؟
أجواء تحمل الكثير من الرُعب والخوف باتت تُهدد الأسر مع انتشار وتنامي حوادث اغتصاب الأطفال، للأسف تمددت وانتشرت وعمت المُدن والقُرى الآمنة، هددت أمن أهلها وأقلقت مضاجعهم وازداد خوفهم على فلذات أكبادهم الأبرياء من وحوش بشرية مسعورة تتحيّن الفرص لافتراسهم وبلا رحمة.
إنها ليست حالات متفرقة (شاذة) حتى نتجاهلها ونستُر فاعلها، رُبما يعود إلى رُشده بشراً سوياً لكنّها حوادث توالت بات الجميع يخشى حُدوثها والمُغتصَب هو طفلي وطفلك والمُغتصِب أيضاً هو(منّا)عندما كان سوياً في سلوكِه وفي طباعه، وما يُهمني يهُمك ما دُمنا نحيا في رُقعة جُغرافية واحدة إجتمعنا فيها واجتمعت مصالحُنا وتشابهت فيها ظُروفنا.
رسالة واتساب (حزينة) من نيالا البحير أرسلها لي صديق عزيز (رقيق) ينعى لي فيها الأخلاق ويُصور لي فيها حالة المدينة الصامدة (كانت) والتي لم تُهزها من قبل حالات النهب المُتكررة ولا القتل المُتعمّد فيها في سنوات التيه والصراع بقدر اهتزازها لحالة اغتيال البراءة والمدينة تُشاهد حالة(ضُحى) ضحية نيالا التي اغتالها الذئب البشري بعد اغتصابها (ضُحى)نفس يوم الرسالة وأودعها بلا رحمة في جوالٍ فارغ بعد إسكاتها للأبد..
تمددت الكوارث على مرأى ومسمع من تولوا أمرنا ولم تعُد مثل هذه الفاجعة ظاهرة قد تحدُث؛ أو لا بل باتت كارثة متكررة مُتوقع حدُوثها في كُل مكان وزمان، يمشي الذئاب بيننا وهم أحرار يتنقلون من مكانٍ لآخر بلا خوف من العباد ولا من رب العباد يتنقلون وقد سرق الخوف منهم نعمة البراءة والطفولة السعيدة والاستمتاع بها، سرقها الرُعب من المُعتدي الخبيث المريض بفعلِه المُدمِر لنفسياتهم والتلذذ بعذابهم وقتلهم بوحشية..
من الذي قتل(ضُحى) لمن المُشتكى ومن المسؤول؟
الدولة وغياب مؤسساتها التربوية ذات الصلة عن دورها؟
غياب الوازع الديني العميق وغياب المنابر عن دورها التوعوي؟
من القاتل وما الحل والأخبار تترى واغتصاب طفل لم يعُد خبراً؟
اغتصاب الطفلة الضحية(ضُحى) كانت كارثة حقيقية اهتزت لها أركان مدينة نيالا الجميلة واهتزت لها قلوب الملايين من أهل السودان وبشاعة المشهد أرغمت الجميع على البُكاء والنواح، وضُحى الضحية ترقد بلا حراك في جوال وفمها مملوء بالورق وسنواتها الست لم يُمكننّها من التمييز بين الوحش المُفترس وبين الإنسان السوي، وما أكثر الوحوش في زمانك يا ضُحى! لا بارك الله فيهم..
بلاأقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة