آمنة الفضل

تشويش


* حتى هذه اللحظة لا يزال الجدل محتدما في أزقة الأحياء الشعبية وشرفات البيوتات الفخمة مابين مؤيد ومعارض ، فتلك العادة القاسية التي تُمارس على الإناث تظل الأكثر خطورة وضررا رغم المحاولات المستديمة في إقناع الناس بِخُطورتها وضرورة التخلَّي عنها الا انه لم يزل ينظرُ اليها في العديد من المُجتمعات حول العالم على أنها علامة من علامات الطهارة والعفَّة والتواضع،و غالبًا ما تُقدم النساء على ختن بناتهنَّ، اللواتي يعتبرن هذا الفعل مدعاةً للشرف، وإنَّ عدم الإتيان به يُعرِّضُ بناتهنَّ إلى العار أو الإقصاء الاجتماعي.. بينما ترى مجتمعات أخرى أنها إحدى أبرز أشكال التمييز الجنسي، والقرصنة على خيارات الإناث بكل مايتعلق بحياتهن الخاصة …

* في العام 2012 صوْت أعضاء الجمعية العامَّة لِلأُمم المُتحدة بالإجماع على ضرورة تكثيف الجُهود لِإيقاف ختان الإناث حول العالم باعتبار أنَّ هذا الفعل يُعد خرقًا لِحُقوق الإنسان. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت السادسَ من فبراير يومًا عالميا لرفض ختان الإناث ..و رغم ذلك ظلت عادة الختان حاضرة مابين قبول ورفض ، وربما تعود تلك التناقضات الى طبيعة المجتمع الذي تتفاقم فيه العادة أو تتضاءل ، أو ربما مفاهيم الأشخاص وطرق تربيتهم وتفكيرهم ، جميعها تساهم في الحد من الظاهرة أو استمراريتها ..

* أذكر أنه بينما كنت منهمكة في تفاصيل ذلك النهار المرهق من الأسبوع الماضي اخترق سمعي صوت زغاريد لم يهدأ ، ملامح كثيرة تدل على فرح قادم ، مابين كل خطوة واخرى تتقاطع على الطريق الضيقة عند مدخل بيت أم سلمة ، تلك الأم الشابة التي حشدت الكثير من الابتهاج لذلك اليوم ، تحمل بين يديها أصنافا متباينة من الحلويات ، تلقي بها على أفواه الأطفال المصطفين فرحاً دون أن يدركوا ما تحمله قطعة الحلوى تلك من بكاء طفلة مكبلة اليدين ، غائرة الصوت ، منزوعة القرار ، لم تزل تجهل الفرق بين الموت والحياة …

* قصاصة أخيرة
ربما يأتي غد بما نهوى

قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )