أم وضاح

الفضائيات في رمضان


سألني المذيع الأخ العزيز “سوركتي عبد العزيز” في مساء )الجمعة( الماضي عن رؤيتي لبرامج رمضان والتحدي الذي يواجه الفضائيات لكسب أكبر عدد من المتابعين والمشاهدين، وأيضاً جذب الرعاة الذين يسيّرون دفة الإنتاج بالتمويل الذي تحتاجه العملية الإعلامية برمتها، وقلت لـ”سوركتي” إنني أولاً لابد أن أحيي أتيام القنوات الفضائية السودانية كافة باعتبار أنها تبذل مجهوداً استثنائياً في الشهر الفضيل وهي الضمانة الوحيدة ليبقى “الريموت كنترول” في يد المشاهد السوداني عصياً على الفضائيات العربية، لكن كمان لابد أن أقول إن واحدة من مشاكل الفضائيات هي الاستثمار غير الرشيد لنجاح أفكار وتجارب برامجية سابقة، لنشهد بعض الحالات المشبوهة والمتشابهة من الاستنساخ الفاضح الواضح وتظهر متلازمة “أحمد” و”حاج أحمد” بين شاشة وأخرى، وكأن المشاهدين لا يملكون ذرة ذكاء تجعلهم يكشفون هذا الملعوب الكبير والتحايل الذي لا تخطئه عين في تطابق المعاني واختلاف الأسماء، فيبدأ رحلة البحث عن الأصل لأن التقليد بلا طعم ولا رائحة )وممصمص(.

لكن من المهم القول إن الرهان على قليل من الاختلاف يقع على عاتق المذيع أو مقدم البرنامج الذي يفترض أن يضع بصمته ونفسه، ليجعل للفكرة التي يتبناها قيمة وكاريزما، لأنني مللت تكرار الحديث عن حاجتنا لمذيعين ومذيعات من شاكلة صناع اللمسة والدهشة.. صحيح عندنا بعض من هؤلاء لكنهم قليلون بدرجة الندرة على عكس ما نشاهد في الفضائيات العربية التي )تتطاقش( نجوماً يتنافسون بالمفردة والمعلومة والكاريزما والثقافة والتألق الذي جعلهم في منطقة الضوء الكاشف يتلألأون كما حبات الألماس النفيسة.

لكن كمان لابد أن أقول إن هناك شريكاً أساسياً في صناعة هذه الحالة الاستنساخية إن جاز التعبير، وأقصد الجهات الراعية والممولة التي أصبحت هي من تضع الخارطة البرامجية وتشكل ملامحها ودائماً المرغوب عندها إما برامج الغناء الصريح أو المطبخ.. وكدي جرب حظك وقدم لجهة ما فكرة لبرنامج )تووك شو( أو برنامج لا تتخلله الأغاني، وستجد الرفض للفكرة جملة وتفصيلاً مهما كانت عميقة أو مدروسة أو قريبة من احتياجات المشاهد الفكرية والإنسانية.
في كل الأحوال تبقت لرمضان أيام معدودات ليبدأ ماراثون المشاهدة اليومي، وهو ماراثون لا يستطيع أن يقطع خطواته إلا واثق الخطى يمشي ملكاً، والمشاهد وحده من يصحح ويعطي الدرجات.. وكل عام والجميع بخير

} كلمة عزيزة
أستغرب أحياناً للأريحية التي يتحدث بها بعض المسؤولين الكبار وكأنهم لا يدركون معنى ووزن وثقل ودلالات ما يقولون.. وكدي أقول ليكم آخرها، والوالي مولانا “أحمد هارون” يقول على مرأى ومسمع من الأجهزة الإعلامية التي كانت شاهدة على تكريم الباشمهندس “إبراهيم محمد الحسن” بقاعة الصداقة قبل أيام، قال مولانا إن الجميع تداعوا لتكريم الباشمهندس ناس الرياضة جوا، وناس الإعلام جوا، وناس السياسة جوا و”تراجي” جات، ليمنحها الرجل باللفظ والوصف وضع الجماعة وكأن “تراجي” وحدها تعادل كفة ميزان كيانات ذكرها مجتمعة.. يا مولانا كفاية الطلعوا في رأس الشعب السوداني واستفادوا على قفاه بمثل هذه النفخة الكذابة التي تتبرعون بها على الملأ.

} كلمة أعز
رمضان على الأبواب ولم نسمع عن أية مساعدات للمواطن أو معينات لمواجهة غلاء الأسعار، من شاكلة الخيام الرمضانية أو التجمعات التي تعرض السلع الضرورية بشكل مدعوم، وولاية الخرطوم نائمة نوم العوافي.. واصحَ يا سعادة الفريق.

عز الكلام – ام وضاح