نانو !!!

*كان يوماً على المواطنين عسيرا..
*وأعني مواطني العاصمة تحديداً…نهار الخميس الماضي..
*فنحن- كعادتنا- فوجئنا برمضان يأتينا (من غير ميعاد)…فهرولنا نجري..
*نجري في كل الاتجاهات وكأنه يوم الحشر..
*ومن حاول يجري بسيارته وجد الآلاف يجرون مثله…فصار الجري زحفاً..
*ومع سخونة الطقس- والواقع المعيشي- التهب كل شيء…
*الحديد…والأسفلت…والجيوب…والعقول…ونفسيات كاتب هذه السطور..
*فقد زحف بمعية زميله أحمد قمبيري حتى بلغ السلام روتانا..
*وهناك عرفا أن الدعوة بكورنثيا-لا روتانا- فزحفا قرابة الساعة مرة أخرى..
*وبسبب هذه الدعوة ولجت برج الفاتح- وكورنثيا- لأول مرة..
*ولأول مرة وجدت إجابة لسؤال جال بذهني كثيراً…كيف تُقاس الأجهزة التي تقيس؟..
*الأجهزة الطبية…والصناعية…والتجارية…والغذائية..
*فالمعامل الصحية- مثلاً- يشتكي الناس من أنها قد تعطي قراءات مختلفة..
*وكذلك أجهزة قياس الضغط…والوزن…والمقادير..
*فمصدر الدعوة هو مركز (نانو) للقياس والمعايرة…أحد أفرع مجموعة (جياد)..
*وبصراحة…حين لبيت الدعوة لم أكن أعرف مصدرها..
*فكورنثيا كانت مسرحاً لعديد الدعوات التي وصلتني…وتكاسلت عنها..
*فما أسوأ من نهار ذلكم الخميس عندي إلا تلبية دعوات (كلامية)..
*الدعوات التي يُتوسل بالكلام فيها إلى انجازات لا وجود لها على أرض الواقع..
*سيما إن كان كلاماً إنشائياً…طويلاً…رتيباً…مملاً..
*ولكن ما شجعني على قبول هذه الدعوة اقترانها بزميلي الرياضي إسماعيل حسن..
*ثم اقتران هذا الاقتران بالإصرار…والإلحاح…والرجاء..
*وفضلاً عن ذلك فهو قادر على (كسر حدة الرتابة)…إن وُجدت..
*ولكنا وجدنا- لحسن حظنا – من يختصر ويبسِّط ويجذب…وهو المهندس شرف الدين..
*وبسلاسة الشرح المختزل وقفنا على حقيقة (نانو)..
*ونسأل من واقع تجاوزات المعايرة في زماننا هذا: (نان) يا (نانو) أين دورك؟..
*فكل شيء قياساته تدعو إلى القلق في أيامنا هذه..
*فقد تدنت قراءات قياس الضمائر ليرتفع الشجع…والإهمال.. والا مبالاة..
*وحين كاد المصعد يرتفع…تدنت معنويات إسماعيل حسن..
*فهو مصاب برهاب المصاعد…فتراجع- خجلاً- بعد كان تماسك أمامنا..
*ومارست إلحاحاً عليه مثل إلحاحه معي لقبول الدعوة..
*وقلت له: لن تموت بسبب فوبيا المصعد…ولكن يمكن أن تموت بسبب أداء المريخ..
*فإن لم تخش على نفسك من دفاعه.. فلا تخشى عليها من المصعد..
*من أصحاب (الراءات): نمر…وضفر…وجعفر…وأمير..
*ويبدو أنه اقتنع بمنطقي…ففعل…ولم يشعر بخوف حتى بلغنا الطابق (16)..
*ولكنا شعرنا بخوف من افتقار (نانو) إلى قانون يسندها..
*فهي تستند في عملها- حتى الآن- على حائط ضمائر يحتاج هو نفسه لمن يسنده..
*ويستند المواطن إلى محض الحظ حين يذهب لإجراء تحليل طبي..
*ولذلك تُرمى تحاليلنا- بالخارج- في سلة المهملات…
*ويمر كل يوم علينا عسيرا !!!
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة