أم وضاح

البنيَّات التلاتة كل واحدة بحلاتها


وضح لي جليا وبعد مرور أربعة أيّام من الشهر الكريم وبعد متابعة حقيقية للخارطة البرامجية في معظم إن لم يكن كل فضائياتنا السودانية أن الأزمة الحقيقية التي تواجه الإعلام ليست أزمة فكر ولا أزمة مقدرات ولا أزمة جرأة على اقتحام الجديد، أزمتنا الحقيقية هي أزمة الإعلان الذي أصبح )متحكما( في الإعلام ويرسم خارطته بشكل خفي بل هو الموجه الأساسي للشكل الأسلم والأنسب الذي يخرج القنوات من أزمة الإنتاج الضخم الذي لا تستطيع إليه سبيلا وتنتج ما يأتي على هوى المتحكمين في توزيع شيكات الرعايات على حسب هواهم الشخصي وعلاقات اجتماعية ومعرفية هي السبب الأساسي في التسطيح الذي تعاني منه معظم قنواتنا.

وخلوني أقول إنني – للأسف – لاحظت برامج بعينها وشخصيات بعينها هي من تستأثر بالرعايات حتى لو ظلت تكرر الفكرة وتكرر الشكل وتكرر القالب بس لأن المقدم أو المقدمة الفلانيين يتمتعان بشبكة علاقات واسعة ويعرفان كيف ومن أين تؤكل الكتف، تنهال عليهم المليارات مطر وبرامج ذات فكرة ومضمون تشكو لطوب الأرض خلو دارها من الفئران، وكدي خلوني أضرب مثلاً ببرنامج كنت أتوقع لو أن المعلن ذكي ولو أن شركات الاتصال البتدفع قروش )هبطرش( لي ناس معينين كان سيكون وجهتها ليس لأنه فقط مشاهد ومخدوم ولكن لأن الفكرة جديدة وشجاعة في أن تبث قناة برنامجاً لأكثر من ساعة وهو غير معتمد على فكرة الغناء لأنه للأسف أن بعض المعلنين أو أكثرهم يظنون أن المشاهد كما الرجل أقصر طريق لقلبه هو معدته ليكون أقصر طريق للمشاهد أذنه وليس فكره، وأقصد بحديثي برنامج )رجل في قبضة نساء(البرنامج الفلتة في قناة أم درمان والذي تقوده فكرة مجنونة معتمدة في الأصل على هجوم ثلاثي الأبعاد تقوده العقلانية الرايقة “لبنى خيري” والمتحمسة الذكية “ملاذ خوجلي” والجميلة الهادئة “داليا” في مواجهة رجل عليه أن يكون حاضر البديهة لأنه لاعب واحد في خانة الدفاع أمام ثلاث مهاجمات قناصات، أعجبتني جدا فكرة توحيد لون الثياب للمذيعات ومن اقترحها شخص ذكي قصد أن يمتص زحمة الألوان التي قد تحدثها الثلاث وهن يجلسن في خط تماس واحد

فأعطى البرنامج ما يستحق من الوقار، والأهم أكد أن ثلاثتهن قبضة واحدة في مواجهة الضيف، أقول إنني استغرب ألا يكون مثل هذا البرنامج وجهة وهدفاً للشركات والمؤسسات مش عشان عيون جمال مذيعاته أو ثراء ضيوفه ولكن لتشجيع مثل هذه الأفكار الجديدة لتنافس على ابتكار غيرها في بقية القنوات
الدائرة، أقوله إن توزيع الرعايات للأسف عند الكثيرين غير عادل وغير مدروس ولا يحقق المسؤولية والأمانة الأخلاقية التي يفترض أن تلعبها هذه المؤسسات التي أتمنى أن تقوم بعد انتهاء رمضان هذا العام برصد حقيقي لأفيد وأنجح وأكثر البرامج فكرة ومضموناً لتدعمها في الموسم القادم وتصبح شريكاً أساسياً في تطور تلفزيوني ننتظر حدوثه لأننا سئمنا أحمد وحاج أحمد وطرة وكتابة.
أما بنات أم درمان التلاتة استحقيتن القول والشكر،، برافو.

كلمة عزيزة
قرار يستحق الإشادة والثناء الذي اتخذه معتمد بحري بحس أمني عالٍ وهو يمنع ظاهرة بيع الأجانب المتجولين داخل الأحياء وأرفق المنع بجملة عقوبات صارمة لمن يمارس الفعل رغما عن أنف القرار لأن الظاهرة متكررة وخطيرة وتؤدي لانفلات أمني كبير في ظل الاستهداف الذي تواجهه بلادنا داخلياً وخارجياً.
أحسنت سعادة اللواء، لأن الأمن هو أساس الاستقرار وأس الخدمات وكفاية حسن نوايا ما عاد عمله مقبولاً وبلادنا متربص بها من الحاقدين والفاشلين والما بخافو الله سيدهم.

كلمه أعز
مازالت وزارة البنى التحتية تُمارس صمت القبور تجاه كارثة كبري الحلفايا والإهمال الذي أودى بحياة ثلاثة من الشباب، وطبعاً ليهم حق لأنهم يتفاعلون لا ينفعلون لأنهم واثقون أنه لا أحد سيسأل، لا أحد يعاقب لا أحد سيحملهم دماء الأبرياء الراحو في شربة موية.

عز الكلام – ام وضاح