لم يكتف منتصر هلالية بالغناء فقط بل طور قدراته في التوزيع الموسيقي وتفرد الألحان.. المارد الحنون
من قلب الجزيرة قبلة المبدعين انطلق صوت منتصر الأمين علي، حيث بهر المستمعين في مدينة الهلالية بالجزيرة في أول إطلالة العام 1994 نشأ وسط أسرة تتنفس فناً، تلقى تعليمه الابتدائي في الصحافة بمدرسة عمر الفاروق ودرس المرحلة الثانوية بالخرطوم الأميرية والتحق بالجامعة ونال درجة البكالريوس في تخصص علوم كيمياء التي تركها في مقاعد الدراسة واتجه للغناء.
في الخرطوم صعد نجم منتصر هلالية بسرعة وعمل على تطوير قدراته وتفرد بلونية خاصة في الغناء واختيار الألحان والمفردة، الأمر الذي جعله يتفوق علي أبناء جيله من الفنانين.
البكاين
تقديراً للحب المتبادل بين الطرفين أطلق جمهور منتصر لقب (البكاين) الذي يعني (المارد الحنون) على الفنان الشاب، حيث ظل وفياً لمعجبيه ويعاملهم بطريقة خاصة، لم يقف هلالية في محطة الغناء، بل تفرد في التوزيع الموسيقي والألحان، كما أنه شخصية متواضعة لأبعد.
الارتقاء بالمفردة
في السياق، قال الناقد الفني أمير بشير لـ (اليوم التالي): يختار منتصر أغنياته حسب تفرد المفردة وجاذبيتها، على أن تتماشى مع لونيته الموضوعة والمحددة مسبقاً ولم يجار (استايل) معين أو تسريحة معينة أو ألوان محددة لأزيائه. وتابع: يرى هلالية أن الأزياء والتسريحة وغيرها من تلك الاهتمامات كماليات لا تصنع فناناً، كما أن لهلالية ضوابط جعلته وإن صح الوصف أن (ينزل) لقياس ذوق الشارع العام المترهل في الاستماع ويثبت نفسه وجمهوره رغم لونيته الحزينة الباكية، إلا أنه ارتقى بالمفردة وتفرد بها ولو على نطاق فئة معينة خوفاً من عدم الثبات.
ثبات ونجاح
من جهتها، قالت الكاتبة والشاعرة داليا الياس لـ (اليوم التالي): يجيد منتصر العزف على آلة (الأورغ) بصورة رائعة، كما يعمل جاهداً في تنفيذ الاستديو الخاص لأداء العديد من الأغنيات والموسيقى، وهي ميزات لا توجد لدى الكثير من الفنانين الشباب. وتضيف: واجه تحديات كثيرة وعثرات، لكنه تخطاها بثبات ونجاح من خلال ترديده لأغنياته الخاصة وألحانه وتوزيعه المميز في زمن يتصارع فيه المطربين الشباب على الكلمات والألحان. وأردفت: هلالية شخصية مقبولة في الوسط الفني ولا يميل للخلافات والمحاكم والصراعات رغم أنه عنيد بعض الشيء، كما أنه يتعامل بأريحية مع الأصدقاء ويسقط نجوميته بعيداً.
أغنيات أبو السيد
عندما أعلن منتصر هلالية عن حفل جماهيري خُصصت أربع من أغنياته لأعمال الراحل مصطفى سيد أحمد، وحينما وُضعت ملصقات الحفل المذكور في شوارع العاصمة ضجت الأسافير وتباينت الآراء حول قدرة الفتى على التغني بأعمال أبوالسيد، فيما ساد الغضب وسط جمهور الراحل، لكن حفل هلالية وجد إقبالاً ونجاحاً منقطع النظير عند جمهوره على وجه الخصوص، رغم أنه كان مؤمناً أنه سيجد رفضاً واستهجاناً، لجهة أن الراحل مصطفى سيد أحمد له مكانة خاصة في قلوب الكثيرين.
الخرطوم – درية منير
صحيفة اليوم التالي