تحقيقات وتقارير

ماوراء دعوة تعبان لإستئناف اجتماعات اللجنة الأمنية بين السودان ودولة جنوب السودان

في سابقة تعتبر الأولى من نوعها بادرت جنوب السودان بدعوة رسمية الى اجتماع اللجنة السياسية الأمنية بين الخرطوم وجوبا الشهر المقبل ، وحملت رسالة تعبان دينق نائب الرئيس سلفاكير التى بعث بها الى الفريق اول بكري حسن صالح نائب رئيس الجمهورية بزيارة جوبا الشهر المقبل كثير من الإشارات ، خاصة وانها تأتي في وقت جددت فيه الخرطوم اتهاماتها لجوبا بدعم الحركات المتمردة خلال قمة الإيقاد التى عقدت مؤخراً باديس ابابا لبحث الأوضاع في جنوب السودان.

الافت في الأمر ان دعوة جوبا لإستنئاف اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة يأتي متزامناً مع قمة الإتحاد الأفريقي التاسعة والعشرون والتى مقرر لها مطلع الشهر المقبل لبحث الأوضاع الأمنية والسياسية في القارة ، مما يشير الى توجس جوبا من ان يتم اصدار قرار افريقي خلال اعمال قمة الإتحاد الافريقي بسبب دعمها للحركات المتمردة ، خاصة وان الإتحاد الأفريقي اعلن قبيل ايام مناقشة الأوضاع الأمنية في دارفور والهجمات الأخيرة على دارفور خلال القمة ، الأمر الذي دفع جوبا للمسارعة بطلب عقد اجتماع اللجنة الأمنية في محاولة على مايبدو لإلتفاف على قرارات الإتحاد الأفريقي وسط توقعات قاطعه بعرض السودان لجميع الوثائق التى تثبت تورط جوبا في الهجوم الأخير على دارفور ومحاولاتها المتكررة لزعزعة الأمن والإستقرار في السودان.

كثير من الإتفاقيات تم توقيعها بين السودان وجنوب السودان منذ الانفصال ، غير أن اتفاقية الحدود تعتبر الاهم بين تلك الإتفاقيات لما يترتب عليها من عمليات الدعم والإيواء للحركات المتمردة وتاريخ جوبا في هذا معلوم لدي المجمتع الدولى بالوثائق التى ظل يقدمها السودان.

اختار السودان الدبلوماسية طريقاً في التعامل مع جوبا وفي هذا الإطار لعبت الدبلوماسية السودانية دوراً مقدراً في تحول شكل العلاقة بين الجانبين ، وظلت الحكومة السودانية تطالب المجتمع الدولي بمساندة جهود الوساطة الأفريقية لإقناع جوبا بالكف عن دعم الحركات المسلحة مما يسهم في استقرار البلدين وتحقيق المنفعة المشتركة.

تكلل صبر الخرطوم حيال ممارسات جوبا خلال الفترة الماضية باجتماع طارئ بدعوة من الوساطة الأفريقية في مايو الماضي تمت خلاله مناقشة القضايا العالقة بين الجانبين كما انه اثمر عن اتفاق مشترك حول كيفية ادارة ملف الحدود والمنطقة الأمنة منزوعة السلاح والخط الصفري واليات المراقبة . لكن قبل ان يجف حبر ذلك الإتفاق الأخير بين الجانبين عادت جوبا الى دعم الحركات المتمردة وساعدت في هجومها الأخير على شمال وشرق دارفور بمساندة قوات مناوي القادمة من ليبيا .

لاشك ان جنوب السودان جهزت حركات دارفور المتمردة وقطاع الشمال للإستفادة منهما ان لم تستطيعا تغير نظام في السودان يبقي واجبهما حماية النظام في جوبا ويظهر ذلك بوضوح من خلال مشاركة الحركات السودانية المتمردة في الحرب في جنوب السودان والوقوف الى جانب الجيش الشعبي ، وبالمقابل ظلت جوبا تقدم لها الدعم المالي والعسكري والتدريب والإيواء في خرق واضح لجميع القوانين والمواثيق والدولية.

وجاءت رسالة تعبان دينق حاملة في ظاهرها سبل تعزيز العلاقات مع السودان وانفاذ الإتفاقيات الموقعة بين الطرفين منذ العام 2012م ، والتى لم تنفذ جوبا منها سوي الإتفاقية الخاصة بالنفط . بجانب ان تعهدات تعبان دينق اتسمت بعدم المصداقية للشارع السوداني اذ سبق له ان تعهد بطرد الحركات السودانية عن اراضي جوبا ومالبث ان تم دعمها بالسلاح والعتاد لزعزعة الأمن في دارفور.

ومن خلال النظر الى العلاقات بين السودن وجنوب السودان ندرك انها مرت بكثير من حالات الشد والجذب منذ الإنفصال إثر احتضان جوبا لحركات التمرد الدرافورية وقطاع الشمال، لكن التطورات الأخيرة التي حدثت في جنوب السودان القت بظلالها الإيجابية علي العلاقات السياسية والأمنية بين الدولتين ، وكان لإستعداد السودان التقاضي عن دعم وايواء جوبا للتمرد دور كبير في تجاوز العقبات والوصول الي سقف من الإتفاقيات لتحقيق مطلوبات الجوار الأمن بين الدولتين ، وشمل ذلك استقباال السودان للأعدد الهائلة من النازحين الجنوبين وتسيير قوافل المساعدات الإنسانية الرسمية والشعبية لإغاثة المتضررين ، غير ان جوبا لم تستطع كف اذاها عن السودان الذي ظل يحذرها بجميع اللغات بعدم التدخل في الشأن السوداني وعدم دعم التمرد.

يبدو ان جوبا ادركت ان الخرطوم ستضع على منضدة قمة الإتحاد الأفريقي سجل جوبا في دعمها وايوائها للحركات السودانية المتمردة وتهديدها للأمن القومي السوداني من خلال دعمها للحركات ومخالفتها لإتفاقية عدم الدعم والإيواء الموقعة بينها والخرطوم من قبل الإتحاد الأفريقي ، وأغلب الظن ان دعوة جوبا لإستئناف اجتماعات اللجنة الأمنية محاولة لكسب الوقت والحيلولة دون خروج قرار افريقي مجمع بادانتها للحركات المتمردة ، عموماً ماهي الا ايام قليله وتظهر بجلاء مرامي جوبا خاصة وانها ادمنت نقض الإتفاقيات والعهود.

تقرير: رانيا الامين
(smc)

‫4 تعليقات

  1. روح ياتعبان دينق يا خائن ياحاقد على السودان ماذا تريد منا الشعب السوداني لن يسامحك بعد الحقد والإجرام والأكاذيب التي . والتدمير الذي فعلته في آبار البترول في هجليج. لن يرضى عنك الشعب السوداني. إلا تدفع تكلفة صيانة الآبار. التي دمرتها. في هجليج وتعتزر للشعب السوداني. وبعدين انت معاك فلوس بالملايين الولارات نهبتها من أموال شعب جنوب السودان. والخواجات اسيادك (المانحين ) ادفعها غرامة للسودان واعتزر. للشعب السوداني. وين العيب.

  2. لا تامنوه هذا الغدار ونسأل الله ان يقتل ببندقية اهله عليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين

  3. (( الأمر الذي دفع جوبا للمسارعة بطلب عقد اجتماع اللجنة الأمنية في محاولة على مايبدو لإلتفاف على قرارات الإتحاد الأفريقي وسط توقعات قاطعه بعرض السودان لجميع الوثائق التى تثبت تورط جوبا في الهجوم الأخير على دارفور ومحاولاتها المتكررة لزعزعة الأمن والإستقرار في السودان.))………. وهذا بالضبط ما سيحدث من هؤلاء الشرذمة المنافقين فلا تأمنوهم أبداً خصوصاً هذا الذي ينطبق عليه معنى إسمه تماماً وصدقت أمه عندما أطلقت عليه تعبان، وهو نائب سلفاكير الذي جربانه مرات عديدة في كذا إتفاقية ونكص عنها وتزاوق منها .هؤلاء الأنجاس لا يرقُبون فيكم إلاً ولا ذمّة ولا عهد لهم فلا تأمنوهم وتركنوا إليهم أبداً. ودعوا الإتحاد لإفريقي يُقرر فيهم حتى ينفضحوا للعالم.