آمنة الفضل

بَهار الصباح


* وتنفس الصباح ، ها نحن ذا نعيد تفاصيل اليوم الذي مضى ، أولئك النسوة كعادتهن كل صباح يجتمعن حول طاولة الخضار ، ترتفع أصواتهن بلا تحفظ بالضحكات ، يسعدن بلحظة إختيار عادلة لا تشوبها نظرات ساخرة من الآخر ، يرسمن أحلام يومهن البسيط مابين المسافة التي تفصل كل قطعة خضار عن الأخرى ، يرحلن بعدها محملات بكل الرضا ، ينتظرن مايحمل يوم غد من ثرثرة لا تحتملها سوى طاولة الخضار تلك ، جميع تلك النكهات تجعل من الصباح مفعماً بالجمال غير المتكلف …

* تلك الشابة أمام مرآتها تدور حول نفسها في غنج ، تحتفي بثوبها الجديد والذي لم يزل يحمل رائحة السوق ، تتحسس تفاصيل الجمال في كل زاوية تحيط بها ، تدندن بأغنية الفرح الآت ، كحال أولئك الصغار وهم يتسابقون الى مدخل الباص ، يتكدسون في فناء المدارس كحبات النور، يشعلون المكان حباً وسلاماً ، مع وشوشة الفجر في قلب الشمس بينما تلملم هي ماتبقى من نعاس ثم تنثر على وجه الأرض ملامح وجه جديد …

* جميلة هي الحياة بقدر جمالنا ، مترعة بالدهشة ، لا تسأم من خلق كل مشهد فريد ، تلك البساطة في النفوس ، الألوان في كل الطرقات ، الطقوس العتيقة في البيوت والتي لا غنى عنها ، كل تفاصيل الصباح
نحتفي بها وتحتفي بنا مابين رشفة وأخرى من فنجان قهوة مشحون بالبهار …
يقول المتصوف الهندي أوشو غورو :
عندما ترى الجمال في الحياة ، فإن القبح يختفي .. عندما تعيش الحياة ببهجة ، فإن الحزن يختفي .. لا تجتمع جنة ونار ، و لديك الخيار. …

* قصاصة أخيرة

زاوية الرؤيا لديك هي من تصنع سحر المشهد

قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )