منوعات

صدق أو لا تصدق.. فقراء يعملون في “فيسبوك”

في عام 2017 قرر مؤسس موقع “فيسبوك”، أحد أثرى أثرياء العالم، أن يجوب أنحاء الولايات المتحدة بحثا عمن يحتاج إلى مساعدة، وخلال جولاته الإنسانية قاد زوكربرغ جرارا زراعيا والتقى مدمن هيروين يحاول التعافي، وتحدث عن غياب العدالة الاجتماعية.

لكن سخرية القدر وحدها ربما أعمت عين الرجل صاحب الثروة المقدرة بما يزيد على 68 مليار دولار عن امرأة تعاني قسوة الحياة رغم أنها تعمل في “فيسبوك”، ويبعد بيتها المتواضع كيلومترات قليلة عن مقر إقامة زوكربرغ الفاخر.

هي نيكول، عاملة مقصف المقر الرئيسي لـ”فيسبوك” في كاليفورنيا، التي تعيش مع زوجها فيكتور – وهو يعمل معها أيضا – وأبنائهما الثلاثة، في مرآب كان مخصصا لسيارتين، تم تعديله ليصبح منزلا.

تحلت نيكول بالشجاعة الكافية لانتقاد قطب التكنولوجيا العملاق، ولم تخش أن يصل هذا الهجوم إلى مسامع زوكربرغ، حتى إن نشر في صحيفة “غارديان” البريطانية التي تحدثت إليها دون خوف.

قالت نيكول صاحبة الـ 26 عاما: “ليس عليه (زوكربرغ) أن يجوب العالم. يجب أن يعرف ماذا يحدث في مدينته”.

عاشت الأسرة المكونة من 5 أفراد في بيتها الضيق لمدة 3 سنوات، حيث ينامون على 3 أسرة متجاورة، إلى جانبهم أريكة وطاولة تعتبرها الأسرة “غرفة معيشة”، إلا أنها نادرا ما تكون خالية من الفوضى بسبب صغر المساحة.

يقول فيكتور إن أفراد الأسرة يعانون عند هطول أمطار، حيث إن عليهم مغادرة المرآب نحو بابين آخرين خارجه، إذا أردوا استخدام الحمام أو المطبخ.

“ابنتنا لا تكف عن سؤالنا: متى ستكون لها غرفتها؟ ونحن لا نعرف ماذا نقول لها”، تضيف نيكول.

مؤخرا انضمت نيكول وزوجها إلى مئات العمال في مقاصف “فيسبوك”، إلى نقابة تضم موظفي الخدمات في قطاع التكنولوجيا الأميركي، سعيا لتحقيق مطالبهم في حياة أفضل.

تكسب نيكول 19 دولارا في الساعة، بينما يتحصل زوجها على نحو 18 دولارا، لكن بالنسبة لمنطقة يشكو فيها مهندسو التكنولوجيا الذين يجنون 4 أضعاف هذا المبلغ صعوبة توفير معايير الحياة الأساسية، تعاني العائلة التي تعتبر ضعيفة الدخل.

وتكافح نيكول وفيكتور من أجل شراء الطعام والملابس لأطفالهما، ومؤخرا اضطر الزوج للاقتراض من والدته من أجل عيد ميلاد ابنته، ومن صديقه لكي يدفع لطبيب الأسنان، حيث إنه لا يتمتع بتأمين صحي مجد بخلاف موظفين آخرين في “فيسبوك”.

ويقول فيكتور: “قديما كان دخلنا رائعا، لكن بسبب نقل مقر فيسبوك بات كل شيء مكلفا. يتعين علي أن أحصل على قروض في بعض الأوقات. الناس يعتقدون: أوه، أنتم تعملون في فيسبوك، لا بد أنكم تنعمون”.

علاوة على ذلك، يشكو فيكتور ونيكول “نظرة دونية” يوجهها لهما بعض موظفي “فيسبوك”، ويشعرون أكثر وأكثر بالفجوة الكبيرة في الدخول بين العاملين في أكبر شركة للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت.

ففي نهاية كل وردية عمل، ترى نيكول كميات ضخمة من بواقي الأطعمة ينتهي مصيرها إلى القمامة، تتمنى من داخلها لو أخذت منها شيئا لإطعام أطفالها لكن هذا غير مسموح به.

كما أن “فيسبوك” سمحت لموظفيها باصطحاب أبنائهم للعمل، إلا أنها استثنت عمال المقصف من هذه الميزة.

ورد متحدث باسم “فيسبوك” على ما نشر على لسان نيكول وفيكتور، قائلا إن “الشركة ملتزمة بتوفير بيئة عمل آمنة وعادلة لكل من يساعدها في عملها، بما في ذلك المتعاقدين”.

أبوظبي – سكاي نيوز عربية