تحقيقات وتقارير

هل نراه في دورة جديدة.. ترشيح البشير.. جدل تحت القبة

تفصلنا عن انتخابات مايو 2020 حوالي ثلاث سنوات، ولكننا لا نكاد ننفصل عن الجدل الدائر حول ترشيح الرئيس عمر البشير، لدورة جديدة تنتهي في العام 2025م.
وغير ما مرة خرج البشير ليقول لانصاره إنه ملّ الرئاسة وتبعاتها، ولا رغبة له في أن يعود مجدداً بمقتضى تعديل دستوري، وبالطبع فلهذا الرأي مؤيدوه بمن فيهم أسرة البشير ذاتها.
لكن بعضاً من قادة حزب المؤتمر الوطني، على الضفة الثانية من هذه الرؤية، ويعملون على التجديد للبشير، وبحسب الزميلة “التيار” فإن هناك اتجاهاً برلمانياً لتعديل الدستور ليتمكن البشير من الترشح في الانتخابات المقبلة، وهو ما سارع رئيس البرلمان، بروفيسور إبراهيم أحمد عمر، لنفيه، بأن قال: ذلك رأي لا يعبّر عن نواب البرلمان.
تعديل دستوري
كشف نائب في المجلس الوطني عن احتمال تعديل الدستور الانتقالي من أجل فتح الباب أمام المشير عمر البشير لترشيح نفسه للرئاسة في الانتخابات المقبلة، المقرر لها العام 2020م، بالرغم من أنه كان قد نفى اعتزامه الاستمرار في الحكم في الفترة المقبلة.
وقال رئيس لجنة العدل والتشريع في البرلمان “عثمان نمر” إن الباب مفتوح على مصراعيه أمام تعديل الدستور فيما يتعلق بفترة ترشّح رئيس الجمهورية المحددة بدورتين.
فيما نفى رئيس المجلس الوطني إبراهيم أحمد عمر وجود اتجاه في البرلمان لتعديل الدستور لإعطاء الرئيس البشير فرصة للترشّح لدورة جديدة، بعد استنفاده فرص الترشّح وفقاً للدستور الحالي.
واعتبر إبراهيم أحمد عمر التصريح الصادر عن رئيس لجنة التشريع والعدل بأنه يمثل رأي أحد أعضاء البرلمان، ولا يعبّر عن رأي المجلس الوطني، مؤكداً في تصريحات صحفية بالبرلمان، أن المجلس الوطني، لم يطرح مسألة تعديل الدستور لإعطاء البشير الفرصة للترشح لدورة رئاسية جديدة، وقال رداً على فرضية الصحفيين حول المسألة ما إذا طرأت مستجدات تتطلب ترشّح البشير لدورة رئاسية أخرى، رد رئيس المجلس الوطني بقوله: نحن لا نتحدث في هذا الموضوع بدون مناسبة، وحالياً لا توجد مناسبة للحديث عن هذا الأمر”، موضحاً أن الحديث عن إجازة الدستور الدائم في البرلمان الحالي أو برلمان بعد انتخابات 2020م رأي طرحه رئيس الجمهورية.
رواج
وجد خبر اقتراح التعديل الدستوري المفضي لإعطاء الرئيس البشير فرصة الترشح لدورة جديدة، رواجاً كبيراً وذلك نسبة لالتزام البشير نفسه بعدم نيته الترشح مرة أخرى، تنفيذاً للدستور الذي يتطابق مع هوى نفسه بالانعتاق من ربقة السلطة التي ستأتي انتخابات 2020، وهو جالس على سدتها لثلاثين عاماً.
واستنكر القيادي بالمؤتمر الوطني، د. أمين حسن عمر القيادي في المؤتمر الوطني الحديث المنشور في الصحيفة الزميلة، وأشار إلى أن المجلس الوطني لم يناقش هذا الأمر.
ورفض أمين من على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” نقل حديث للنواب وهم في إجازاتهم واعتبرهم لا يمثلون وجهة نظر البرلمان، فيما رأى مراقبون، أن الحديث الصادر عن رئيس لجنة العدل و التشريع بالبرلمان، حديث شخصي ولا يعبر عن مؤسسة البرلمان لجهة أن البرلمان في إجازة، مشيرين إلى أن ذلك يتعارض مع حيثيات الدستور والإجراءات.
عدم رغبة
في لقاء سابق له مع قناة العربية الإخبارية ألمح الرئيس عمر البشير عن نواياه بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة بعد ثلاث سنوات، وقال البشير، للقناة، إن الدستور يسمح بالبقاء في دورتين رئاسيتين فقط. وفي وقتٍ سابق قال الرئيس البشير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): لن أترشح مجددًا لرئاسة البلاد في 2020. وقبل ذلك كله، وفي انتخابات العام 2015م عبر البشير عن عدم رغبته في خوض غمارها.
وتدفع التصريحات الأخيرة بجدل جديد في الساحة حول القضية القديمة المتجددة، واللافت أن إعلام الوطني لم يتطرق من بعيد أو قريب لمسألة خليفة البشير، وما إذا كان الرئيس سيترشح لدورة انتخابية جديدة بضغوط من الحزب أو من أحزاب سياسية حليفة، على الرغم من أن الحزب بدأ في تدشين استعداده للانتخابات عبر المؤتمرات التنشيطية في المحليات والولايات، في ظل نداءات بإعادة ترشيح البشير في انتخابات 2020 وتعديل الدستور الحالي كما نادى بذلك رئيس لجنة العدل والتشريع بالبرلمان، والذي برر لدعوته بوجود ذات المسببات التي دعت الرئيس للترشح في الانتخابات السابقة.
توافق
على نسق التوافق الدستوري داخل الحزب والدولة، برز عدد من قيادات الحزب في الفترات التي سبقت انتخابات العام 2015م، أشاروا إلى عدم دستورية إعادة انتخاب الرئيس البشير لدورة رئاسية أخرى، أبرزهم الدكتور غازي صلاح الدين، القيادي السابق بالمؤتمر الوطني، رئيس حركة الإصلاح الآن، والدكتور أمين حسن عمر، والدكتور قطبي المهدي.
وعلى ذات المسار أبدى الرئيس البشير في كثير من اللقاءات زهداً كبيراً في إعادة ترشيحة مرة أخرى، إلا أن أنصار ترشيحه يقولون بأن المستجدات الأخرى تحول دون تحقق رغبته، ويبدو أن الجدلية المصاحبة لإعادة انتخابه مرة أخرى في 2020م.
تجديد مشروط
يرى الكاتب الصحفي عمار محمد آدم، أن إعادة ترشيح البشير لدورة رئاسية جديدة لا غبار عليها، وقال عمار في حديثه لـ(الصيحة) إنه يرحب بإعادة انتخاب الرئيس البشير لجهة أنه يستطيع المحافظة على المسافة بين الجيش والأحزاب السياسية، ورأى عمار أن سبب تماسك الدولة طيلة الفترة السابقة يعود لوجود الجيش في المعادلة السياسية بوجود الرئيس البشير على هرم السلطة، بيد أن عمار اشترط إعادة ترشيح البشير بمنح جزء كبير من صلاحياته لرئيس الوزراء، واحتفاظه بموقعه السيادي وممارسة الدور السيادي، وأضاف عمار بأن تلك الخطوة تحتاج إلى ميلاد برلمان قوي في انتخابات العام 2020م، لتتحول البلاد إلى حكم يميل إلى الكفة البرلمانية مع وجود رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.

الخرطوم: محمد أبو زيد كروم
الصيحة