منوعات

تعرف على أكبر وأطول الحضارات الإنسانية في التاريخ استمرت لقرون وسيطرت إحداها على ربع الكرة الأرضية

على مدار التاريخ تأسست العديد من الإمبراطوريات والحضارات الكبرى، منها ما استمرت لقرون طويلة ومنها التي سيطرت على ربع الكرة الأرضية، لتتراكم موروثاتها ومعارفها واكتشافاتها إلى عصرنا الحالي وتشكل إرثاً كبيراً من تاريخ البشرية.

إليك بعض أكبر وأطول الحضارات في التاريخ:

الحكم العثماني

المساحة: 5 مليون كلم مربع

عدد السكان: 110 مليون شخص

استمرت فترة الحكم العثماني ما يزيد عن 625 عاماً، منذ تأسيس الدولة العثمانية عام 1299 وحتى سقوطها 1923. أسسها “عثمان الأول بن أرطغرل بن سليمان شاه” في عام 1922، بعدما أعلن الاستقلال عن الدولة السلجوقية.

امتد نفوذ الدولة العثمانية والتي عُرفت أيضاً باسم “الخلافة العثمانية” لمساحات هائلة، فقد سيطرت على ربوع قارات العالم القديم الثلاث (إفريقيا وآسيا وأوروبا)، وضمت 29 دولة تحت رايتها.

بلغ عدد السلاطين 37، وكانت مدن “بورصة وإدرنة وإسطنبول” على الترتيب عواصم الدولة على مدار العقود الستة. وفي عهد السلطان محمد السادس (آخر حكام الدولة العثمانية) خسرت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، واحتل “الحلفاء” “إسطنبول”. تزامنت تلك الأحداث مع بزوغ نجم “مصطفى كمال أتاتورك”، الذي استغل الخسارة ليثير السخط الشعبي.

وأُلغي لفظ سلطان وانتهت الدولة العثمانية عام 1922م ، وفي 24 يوليو/تموز 1923 تم توقيع “اتفاقية لوزان” بين “تركيا” والحلفاء؛ وحددوا دولة تركيا الحديثة، وتقاسمت دول الحلفاء السيطرة على بقية دول ومناطق نفوذ الدولة العثمانية·

الإمبراطورية البريطانية

المساحة: 36 مليون كلم مربععدد السكان: 550 مليون شخص

عُرفت المملكة البريطانية العظمى بـ “الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس”، ففي فترات ازدهارها امتدت لنحو ربع مساحة الكرة الأرضية وحكمت خُمس سكان العالم لما يقرب من 5 قرون.

تكونت الامبراطورية الأكبر في التاريخ، من مستعمرات وولايات وأقاليم خضعت لإدارتها بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر الميلادي. وباتحاد إسكتلندا وإنكلترا في القرن الثامن عشر (1707م)، تكونت الإمبراطورية البريطانية العظمى، وفرضت هيمنتها على أميركا الشمالية والهند، كما امتد نفوذها لجميع أنحاء العالم.

مثّلت الحرب العالمية الثانية نقطة مفصلية في تاريخها، وبسبب التحولات “الجيوسياسية” التي أعقبت الحرب، فقدت بريطانيا الكثير من أراضيها، كما انفصلت عنها إسكتلندا في سبتمبر/أيلول 2014.

إمبراطورية المغول “المنغولية”

المساحة: 33 مليون كلم مربععدد السكان: 100 مليون نسمة

تُعد امبراطورية المغول أكبر إمبراطورية بأراضٍ متجاورة؛ اذ احتلت ما يقرب من 22% من مساحة الكرة الأرضية، ما جعلها تأتي بالمرتبة الثانية من حيث الإمبراطوريات الأكبر في المساحة، وذلك لما يقرب من 129 عاماً.

أسس “بتيموجين” والذي عُرف باسم جنكيز خان “دولة المغول العظمى” في عام1206، وذلك بعدما وحّد القبائل المغولية والتركية معاً. امتدت من نهر دانوب (أطول أنهار الاتحاد الأوروبي) إلى اليابان، ومن المدينة الروسية ” فيليكي نوفغورود” إلى كمبوديا، وامتدت بشكل واسع في القارة الآسيوية، كما وصلت إلى بلاد الشام وجزيرة العرب.

كمنت قوة دولة المغول في تنظيمها العسكري، وكان له أثره البالغ في التوسعات الكبيرة، إلا أن الخلافات التي ظهرت بين أمراء المغول واندلاع الحرب الأهلية، ساعد على تفكك إمبراطوريتهم وكانت نهاية حكم المغول بحلول عام 1335م.

الإمبراطورية الروسية

المساحة: 36 مليون كلم مربععدد السكان: 170 مليون نسمة

استمرت الإمبراطورية الروسية لما يقرب من 200 عام، من (1721 إلى 1971م). وتعتبر ثاني أكبر إمبراطورية متصلة الأراضي في التاريخ، حيث امتدت إلى قارة آسيا والجزء الشرقي من قارة أوروبا.

اتخذ بطرس الأكبر من سان بطرسبرج عاصمة لإمبراطوريته التي أسسها، وعمل على تنظيم الجيش الروسي ودعم الحكومة والتعليم. وخاض الحكام الذين تلوا بطرس الأكبر حروباً كثيرة عملوا من خلالها على توسيع إمبراطوريتهم، ووصلوا إلى البحر الأسود وتركيا وبولندا وبيلاروسيا وأوكرانيا كما خاضوا حرباً مع الدولة العثمانية في الفترة من (1734 إلى 1739).

إلا أن التخلف الاقتصادي الذي عانته الإمبراطورية دفع “ألكسندر الثاني” لإلغاء الرق في 1861، وتحرر ما يقرب من 20 مليوناً من الرقيق، أي ما يقرب من 40% من السكان، إلا أن ذلك لم يؤثر على الأوضاع الاقتصادية. كما ظهرت حركات ثورية شعبوية بلغت ذروتها في الفترة من (1905 إلى 1971) وظهرت أحزاب وظهر الفصيلين “البلشفي” و”المنشفي”.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1917، نجحت الثورة البلشفية، بقيادة فلاديمير لينين، في انتزاع السلطة من خصومها السياسيين وأنشئت الدولة السوفيتية.

الإمبراطورية الرومانية

المساحة: 5 ملايين كلم مربععدد السكان: 88 مليون نسمة

ابتداءً من القرن الثاني عشر قبل الميلاد، استقر “الرومان” في وسط شبه الجزيرة الإيطالية وقاموا بتأسيس مدينة روما القديمة، نسبة إلى مؤسسها “رومولوس” وكان أول ملك على روما وما حولها.

وتأسست الإمبراطورية الرومانية بحلول عام 507 قبل الميلاد واستمرت لما يقرب من 10 قرون، وذلك بعدما أسقط الرومانيون الملك “تارلينيوس” الذي كان ظالماً، وبدأوا بتنظيم السلطة.

وبعدما توطد حكم الرومان، هدفوا إلى التوسع خارجها، وبدأت حروبهم مع الفينيقيين في شمال إفريقيا لأكثر من 20 عاماً.

كانت حدودها مفتوحة فيتمكن المواطنون من السفر إلى المدن المختلفة والتجارة بها دون عوائق، كما انتشرت بها اليهودية والمسيحية في بداية ظهورها.

انتهت الإمبراطورية بحلول عام 476 ميلادية بعدما سيطرت القبائل الجرمانية على مناطق سيطرة الرومان في الغرب، وأعلن الزعيم الجرماني”أودواسر” نفسه ملكاً على روما، كما ساعد تفشي الأمراض والأوبئة على القضاء على نسبة كبيرة من شعبها، الأمر الذي حال دون تجنيد الجيوش أو جمع الضرائب.

إمبراطورية المغول الإسلامية بالهند

المساحة: 4 ملايين كلم مربععدد السكان: 130 مليون نسمة

عرفت الأسرة التي حكمت الهند من الفترة من 1526 إلى 1858 باسم “المغول العظام”، وكوّنوا إمبراطورية إسلامية سيطرت على شبه القارة الهندية (بنغلاديش، بوتان، الهند، نيبال وباكستان) ومناطق واسعة من جنوب آسيا.

أسس إمبراطورية مغول الهند ” ظهير الدين محمد بابر”، وعمد سلاطينهم إلى تخفيف الضرائب عن الشعب، وكان من أهم حكامهم “جلال الدين أبو الفتح محمد أكبر”، والذي مكّن الهندوس من مناصب عليا بالدولة وتزوج منهم، إلا أنه استحدث ديناً جديداً أطلق عليه “دين إلهي” وأصبح رئيساً روحياً للدين الجديد وحاول أن يجمع تحته جميع الديانات إلا أن دينه انتهى بموته.

وتميزت فترة ازدهار تلك الإمبراطورية بالرخاء الاقتصادي، وانتشر بها الشعر والفن والرسم، وفن العمارة مثل “تاج محل”.

ومثّل عام 1707 بداية انهيار عصر مغول الهند العظام، إذ انشغل الأباطرة بحياتهم الخاصة، وانفصلت بعض المناطق عنهم. وانتهى عصر المغول العظام باندلاع ثورة كبيرة في شبه القارة الهندية بعد ازدياد النفوذ الإنكليزي في البلاد بحلول عام 1857، لتعزل بريطانيا الإمبراطور الهندي وتفرض حكماً مباشراً.

الخلافة الأموية

المساحة: 15 مليون كلم مربع

عدد السكان: 62 مليون شخص

استمرت الدولة الأموية من عام 661م إلى عام 750، على يد “معاوية بن أبي سفيان”، أول خليفة أموي.

واتخذ الأمويون من دمشق عاصمة لدولتهم، والتي تعتبر خامس أكبر إمبراطورية متواصلة الأراضي في العالم، وفي عصرها أكبر إمبراطورية موجودة. وصل عدد خلفائها إلى 14 خليفة، كما بلغ عدد الحكام الأمويين في الأندلس 9 حكام.

وتولى 14 من أبناء وأحفاد معاوية الخلافة، حتى آخرهم “مروان بن محمد”. وكان أبرزهم عمر بن عبد العزيز الذي تولى في الفترة من (717م-720م ).

إلا أن الخلافة الأموية شهدت صراعات ونزاعات داخلية مع الخوارج والشيعة. وفي 25 يناير/كانون الثاني 750م وقعت معركة “الزاب الكبرى” في شمال العراق بين الأمويين بقيادة الخليفة الأموي “مروان بن محمد” والعباسيين بقيادة “عبد الله بن علي بن عبدالله”، وانهزم الجيش الأموي وكان مقتل الخليفة في الحرب نهاية للخلافة الأموية وبداية الخلافة العباسية في مناطق نفوذ وامتداد الخلافة الأموية.

وبعد معركة الزاب الكبرى، فرّ الأمير الأموي “عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك” والذي لُقب بـ “عبد الرحمن الداخل” إلى الأندلس (إسبانيا حالياً) التي كانت إحدى الإمارات الأموية حيث أسس الدولة الأموية التي استمرت من 756 م حتى عام 1031.

 

 

 

صحيفة المرصد