صلاح الدين عووضة

طعام مستشفى !!


*إنها دعاية مجانية للتلفزيون ما كان يحلم بها..

*فقد ظهر إلى السطح مرة أخرى بعد أن طال مكثه في جبة غياهب النسيان..

*ولولا غياب نشرة أخبار العاشرة لما انتبه الناس لأمره..

*فهم أصلاً لا يشاهدونه…..دعك من متابعة نشرات أخباره المملة..

*ولا يتذكرونه إلا عندما يشذ في خطأ ما حد المبالغة..

*وكمثال على ذلك استضافة إحدى مذيعاته خبير الـ(بي بي سي) الإعلامي..

*فقد طفقت تهذي طوال فترة اللقاء بكلام (خارم بارم)..

*ولم تترك للخبير زورقي فرصة للكلام المفيد…جراء كثرة كلامها البليد..

*بل واقحمت مفردات إنجليزية في غير محلها…تفلسفاً..

*ولطالما نصحنا مدير الهيئة- الزبير- بالعمل على أن يعيده سيرته الأولى..

*وأولى هذه النصائح أن يُخرجه قليلاً من دائرة الحكومة..

*فقد ولى الزمان الذي يمثل فيه التلفزيون بوق دعاية غبي لسلطة شمولية..

*وما ذاك إلا لسبب بسيط…….أنه لم يعد الأوحد..

*ومن ثم فما من أحد (مجبور) على مشاهدة شاشة لا تطل عبرها إلا وجوه حكومية..

*وجوه كئيبة…..تقول كلاماً كثيراً أشد كآبة..

*والمواطن أصلاً لا يريد مسؤولاً يقول له: سنفعل…وسنعمل…وسنسوي..

*فهذا (شغله) الذي اٌختير من أجله…ويأخذ عليه أجراً..

*وفوق الأجر مخصصات…وامتيازات…ونثريات…وفارهات…وسفريات..

*فإن فعل و(لا كتر خيره)…..وإن لم يفعل حُوسب..

*أليس هذا ما يحدث في بلاد العالم المتطور كافة….ومنها إسرائيل؟!..

*إذن فلا داعي لحشو زمن التلفزيون بكلام المسؤولين..

*فهو يُنفِّر منه حتى منسوبي السلطة أنفسهم…فيهربون إلى فضائيات (جاذبة)..

*وثاني النصائح أن يحد من (عسم) نشرات الأخبار..

*وبالذات عرض العاشرة الإخباري الذي شكل غيابه (خبراً) مهماً عن التلفزيون..

*فلا يُعقل أن يتدرج بأخبار المسؤولين؛ من قمة الهرم إلى أسفله..

*والغرض منذ لك (إرضاء) الجميع…وما أكثرهم..

*حتى من لم يفعل منهم شيئاً سوى أن قام وقعد تبرز النشرة قيامه وقعوده هذين..

*وفي زمان الزبير يصير افتتاح مدرسة (خبرا)..

*بل وحتى تدشين (سبيل)…كما فعل أحد الولاة..

*وثالث النصائح أن يبعد عن نشرات الأخبار مذيعات يزدنها خبالاً على خبال..

*فهن يتكلفن…ويتصنعن…و(يتعولقن)…ويأكلن الأحرف..

*يأكلن الحروف…والخبر…وأعصاب المشاهد…وتاريخ التلفزيون الإخباري..

*فالتلفزيون كانت له نشرات أخبار مهيبة في الماضي..

*وقبل فترة تمنى قارئ أن لو تُدرج هذه النشرات في برنامج (من الماضي)..

*وذلك من شدة سخطه على نشرات زماننا هذا…ومذيعاتها..

*ولكن الزبير- شأنه شأن مسؤولي هذه الأيام- (جلده تخين)…ولن يبالي بالنصح..

*ولن نخسر نحن؛ وإنما الحكومة وتلفزيونها و….(زبيرها)..

*فهو تلفزيون برامجه بمذاق (طعام مشافي الحكومة)..

*وتزيدها (مساخةً) مذيعات النشرة !!!

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة