أعلن استعداده مبكراً .الوطني . . تمارين تنظيمية قبل انتخابات «2020»
في خطوة استباقية اعلن المؤتمر الوطني جاهزيته المبكرة لخوض انتخابات العام 2020م رغم نفي قياداته ومقربين منه بان التعديلات التي اجراها المكتب القيادي مؤخراً ليس الغرض منها الاستعداد للانتخابات المقبلة 2020 بقدر ما هي ضخ دماء جديدة في شرايين الحزب ،بيد ان رئيس القطاع السياسي بالحزب الحاكم اعلن ذلك رسمياً وقطع قول كل خطيب .
ترتيبات داخلية
شهد الاسبوع الماضي ترتيبات داخلية باروقة الحزب الحاكم حيث اجرى المكتب القيادي برئاسة البشير تعديلات محدودة على مستوى قطاعات وامانات المؤتمر الوطني و تم اجراء تنقلات لبعض القيادات من قطاع الى آخر ، بينما تم الدفع بوجوه جديدة لشغل مناصب رؤساء قطاعات فيما تم ترك قرار تسمية اغلب الامناء لرئيس الحزب البشير ونائبه ابراهيم محمود حامد للبت في امرها لاحقاً .
دوافع الاعلان
وصاحب الاعلان المبكر بشأن الاستعداد لخوض الانتخابات القادمة قبل موعدها المحدد 2020م بثلاث سنوات قادمة ، العديد من الدوافع وفق تصريحات رئيس القطاع السياسي بالحزب جمال محمود الذي ارجع سبب الاعلان عن بدء الاستعدادات بموجب توصيات المؤتمرات التنشيطية التي عقدها المؤتمر الوطني بالولايات والمؤتمر العام الذي اقامه الحزب مؤخرا ،وبين ان اللقاء الذي عقده نائب رئيس الحزب المهندس ابراهيم محمود حامد امس الاول «الاثنين « مع رؤساء القطاعات الجدد في اعقاب التعديلات التي اجراها المكتب القيادي مؤخراً بحث كيفية مخاطبة الحزب لقضاياه الداخلية والتواصل مع القوي السياسية الاخرى من اجل تحقيق الاصلاح السياسي وتطوير الممارسة السياسية باشراك مراكز البحوث والجامعات لتطوير كل الاليات التي تخدم قضايا السلام والاستقرار وتحقيق الامن للوطن.
و يرى المحلل السياسي البروفيسور الطيب زين العابدين في حديثه لـ«الصحافة» بان هنالك تيارا داخل الحزب الحاكم يسعي لمنح الرئيس البشير فترة رئاسية جديدة وذلك باجراء تعديلات علي النظام الاساسي للحزب واجازة الدستور الجديد عبر البرلمان الحالي الذي يمنح الرئيس دورتين فقط للترشح لمقعد الرئاسة وفق دستور 2005م ،رغم اشتراط مخرجات الحوار الوطني بان يُجاز الدستور بواسطة البرلمان الجديد وليس البرلمان الحالي .
ورجح ان يكون اعلان الوطني فى سياق انفاذ توصيات الحوار الوطني وليس تعطيلها ،ولفت ان الحديث عن الجاهزية لا يحتاج لاعلان بحكم ان المؤتمر الوطني يمتلك الكادر البشري والموارد التي يمتلكها الحزب للعملية الانتخابية تفوق امكانيات كافة الاحزاب السياسية مجتمعة ، واضاف « لوما قال عنده التكتح برضو الحزب جاهز مقارنة ببقية الاحزاب «.
تحريك للآخرين
بالمقابل قال نائب الامين السياسي بحزب المؤتمر الشعبي المهندس يوسف لبس ان من حق المؤتمر الوطني ان يعلن جاهزيته وبدء استعداداته لخوض الانتخابات القادمة وعد اعلان الحزب الحاكم للامر في هذا التوقيت بمثابة الامر الطبيعي لتحريك الاخرين للاستعداد نحو الانتخابات المقبلة لان الوطني لديه امكانيات بجانب وجود 80% من التوصيات في يده ،وقال من ينتظر انفاذ مخرجات الحوار الوطني بالكامل حتي يدخل الانتخابات يعتبر «غير عملي «،لان التوصيات تنفذ «الاولى فالاولى »،وعزا ذلك لعدم كفاية الوقت لتقييم المخرجات لانها تبدأ خطوة خطوة حتي الوصول للنهاية ، واسترسل بان المرحلة الاولى لم تتجاوز الثلاثة اشهر مما يجعل امر التقييم في غاية الصعوبة ،واشار انه في حال حدوث اي انتكاسة حينها ستكون النتيجة غير طيبة بدليل ان الطريق امام الانقاذ لم يكن مفروشا بالورود ،وقطع بان الشروع في تكوين المفوضيات الخاصة بالانتخابات واعداد الدستور يعتبر بداية لانفاذ المخرجات .
رفض قاطع
رهن المحلل السياسي الطيب زين العابدين نجاح الانتخابات المقبلة بمشاركة كافة القوى السياسية، وقال في حال عدم مشاركتها عقب انفاذ توصيات الحوار على ارض الواقع خاصة المتعلقة بـ «السلام والحريات ووقف الحرب وتكوين مفوضية جديدة للانتخابات غير الموجودة الآن وان لم يفعل ذلك سيدخل المؤتمر الوطني الانتخابات ويفوزه وحده حينها سيفقد الحوار الوطني معناه ،من جهته ابدى القيادي بحزب البعث العرب الاشتراكي الاصل محمد ضياء الدين تمسكهم بموقفهم كقوى معارضة من المشاركة السياسية ،وقال انهم لا يعولون على التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات حتي ولو كانت عادلة في ظل اوضاع سياسية تجد فيها الاحزاب المعارضة المضايقة في الحريات ومنع مزاولة نشاطها السياسي بجانب ما اسماه بمصادرة ممتلكات الاحزاب ،واضاف اذا توفرت انتخابات نزيهة لن ندخلها لان موقفنا واضح تجاهها ،وتابع «رفضنا المشاركة في العملية السياسية التي يديرها المؤتمر الوطني وعده بمثابة العقبة»،وقطع بان اي حديث عن المعارضة حول الانتخابات ليس له معني اذا قامت اليوم اوالعام 2020م.
الخرطوم : محمد ادم
الصحافة