تحقيقات وتقارير

الحلو يُمدّد وقف إطلاق النار الحكومة و”قطاع الشمال” ..رسائل في بريد السلام

بدأت رسائل الغزل المتبادل بين الحكومة والحركة الشعبية (شمال) في تزايد خلال الأيام الماضية. فالبداية كانت بالتصريحات التي أطلقها والي جنوب كردفان، عيسى آدم أبكر، والتي أكد من خلالها أنهم على استعداد للتنازل عن حكم الولاية كمهر لعملية السلام، وتسليم عبدالعزيز الحلو مفاتيح حكم الولاية ، وبمجرد وصول الرسالة لبريد الحلو رد هو الآخر التحية بأفضل منها من خلال إعلانه عن تمديد وقف إطلاق النار من طرفهم حتى ديسمبر القادم .
وقف إطلاق النار
قبل أشهر أعلن الرئيس عمر البشير عن وقف إطلاق النار في المناطق المأزومة لمدة شهرين ثم أعلن عن تمديد قرار وقف إطلاق النار مرة أخرى. الشاهد في الأمر أن الحركة الشعبية (شمال) قد التزامت بقرار وقف إطلاق النار من طرف الحكومة السودانية ولم تقم بخرقه رغم القول الصادر من مراقبين بأن الشعبية (شمال) مشغوله ببعض قضاياها الداخلية المهم في الأمر أن قيادة الشعبية (شمال) الجديدة برئاسة عبدالعزيز الحلو أعلنت هي الأخرى وقف إطلاق النار من طرفهم ابتداءً من أغسطس الحالي وحتى شهر ديسمبر القادم. وحول قرار وقف إطلاق النار من طرف الشعبية شمال يقول القيادي بمجلس جبال النوبة محمد الجاك إن القرار جريء ويعبر عن نوايا حقيقية وإرادة جادة من أجل السلام قائلاً وقف إطلاق النار هو خطوة صحيحة صوب السلام الشامل، وأضاف لـ(الصيحة) الحلو يريد السلام وهو يعلم أن أهله يعانون من مرارات الحرب ويكتوون بنيرانها بالتالي تأتي خطوة وقف إطلاق النار من أجل سلام المواطنين في الأراضي التي تقع تحت سيطرة قطاع الشمال وختم الجاك بالقول على الحكومة التفاوض مع الحلو وعدم التخوف من شعار تقرير المصير فهو يريد السلام لا الحرب. بالمقابل يقول العميد(م) محمد مركزو كوكو لـ(الصيحة) إن قرار وقف إطلاق النار يأتي كنوع من رد الجميل للحكومة التي أعلنت هي الأخرى قبل فترة زمنية عن وقف إطلاق النار من طرف واحد، وقال كوكو أنه يتواجد هذه الأيام بجنوب كردفان خاصة المناطق المتاخمة للأراضي التي تقع تحت سيطرة الشعبية شمال مبيناً أن هذه المناطق تشهد استقراراً أمنياً ملحوظاً ومضيفاً نحن في فصل الخريف وهو الفصل الذي يعاني فيه المزارعون سنوياً بسبب الحرب والآن الأوضاع مستقرة بفضل قرار وقف إطلاق النار من الطرفين، الحكومي والمعارضة، بينما يقول عبدالله آدم خاطر أن قرار الحلو بوقف إطلاق النار سينعكس على مستقبل التفاوض بشكل إيجابي وطالب خاطر الحكومة السودانية وقطاع الشمال بالخروج من دائرة العنف والاحتراب إلى رحاب السلام من خلال التعاون والشراكة والثقة بين أطراف النزاع.
أبعاد عرمان
يبدو أن قرار إبعاد عقار وعرمان من قيادة الشعبية جعل الحكومة تتنفس الصعداء وتعمل بجدية وبذل من أجل إحلال السلام خاصة أن العداء بين الحكومة وعرمان يعتبر عداءً أزلياً يمتد لربع قرن من الزمن، وهنا تبرز مساعي الحكومة الحثيثة في إيجاد سبل عاجلة بغية الوصول لسلام عاجل من خلال مغازلة الحلو والعمل على التفاوض الجاد معه. ويتضح ذلك من خلال قرارات وقف إطلاق النار أكثر من مرة ثم تصريحات القيادي بالوطني أمين حسن عمر التي قال من خلالها إن الحكومة ستتفاوض مع من يحمل السلاح ويملك الجيش في إشارة لتجاوز عقار وعرمان. في ذات الصدد يقول محمد مركزو إن إزاحة عرمان من قيادة الشعبية( شمال) جعل الحكومة تسارع الخطوة نحو السلام والتفاوض مع الحلو عطفاً على ذلك سيجد الحلو نفسه محصاراً إذا تخير طريقاً غير طريق السلام مبيناً أن الخيار الأوحد إمام الحلو هو الإقبال على السلام بقلب سليم وتخطي محطة عرمان المزدحمة بالحروبات والدماء .
من يفاوض الحكومة ؟؟
من المتوقع أن تنطلق عجلة التفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال في الفترة القادمة وكل المؤشرات تقول إن الحكومة في طريقها للتفاوض مع عبدالعزيز الحلو وقلب ظهر المجن لمجموعة عقار وعرمان. وهنا يقول المحلل السياسي عبدالله آدم خاطر إن الواقع السوداني الحالي أوجد طرقاً متعددة صوب السلام عبر التفاوض والعمل الإنساني قائلاً خلال حديثه لـ(للصيحة) إن الحكومة ألمحت بقبول إيصال المساعدات الإنسانية وقبلها قام بإصدار قرار بوقف إطلاق النار مما يعني أن المفاوضات القادمة ستكون معه وستكون نتائجها مثمرة. من جانبه يقول محمد مركزو إن الحكومة ستفاوض الحلو لأنه يملك السلاح والقوات على أرض الواقع جازماً بأن خيارات التفاوض مع عقار وعرمان تبدو معدومة تماماً غير أن للمفاوض الحكومي حسين كرشوم رأياً آخر إذ يقول إن الحركة الشعبية ستدخل المفاوضات القادمة بتيم موحد كاشفاً عن رفض الوساطة الإفريقية برئاسة ثامبو أمبيكي لمقترح دفعت به مجموعة عقار وعرمان للتفاوض معهم مشيراً إلى ان الوساطة طلبت من عرمان توحيد صفوفهم لكي يكون المنبر التفاوضي موحداً. وكشف كرشوم لـ(الصيحة) عن مقترح يقوم على قيادة الحلو للتفاوض بصورة مباشرة على أن يكون ياسر عرمان وعقار مستشارين للوفد وختم بالقول( هنالك وقف عدائيات وتقدمت الحكومة خطوة وتقدمت الشعبية شمال خطوتين و بيننا وبينهم خارطة الطريق وهي ملزمة للطرفين عطفاً على إرسال الحلو إشارات بقبول إيصال المعاونات الإنسانية؛ كل هذه الأشياء تشير لعملية سلام تلوح في الأفق ).

الخرطوم … عبدالرؤوف طه
الانتباهة