نداء المهدي للحلو.. توجه جديد فى مواقف المعارضة

ليس جديداً على الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة أن يطالب الحركة الشعبية شمال بقبول المقترح الأمريكي لإيصال المساعدات الإنسانية للمنطقتين «جنوب كردفان والنيل الأزرق « والذي قبلت به الحكومة ، فهو قد نادى بذلك مراراً في حوارته ومؤتمراته الصحفية ،ولكن الجديد في هذه المرة أن يحصر النداء في عبدالعزيز الحلو بوصفه رئيساً جديداً للحركة ممايعني اعترافاً غير مباشر من الأمة برئاسته وفي المقابل سحب البساط عن الرئاسة السابقة بقيادة عقار وعرمان الذين لم يشملهما النداء :: التوجه الجديد:: حديث رئيس حزب الأمة أتى بعد انتقادات لاذعة وجهتها كوادر الحركة الشعبية شمال جناح عبدالعزيز الحلو لأحزاب المعارضة مجتمعة ،والتي اتهمتها بالانحياز لمجموعة مالك عقار ، ليأتي نداء المهدي بمثابة توجه جديد لحزب الأمة قد يلقي بظلاله على العلاقة التي تربطة بقيادات الحركة الشعبية جناح عقار عرمان والتي مازالت تتمسك بتحالف نداء السودان المهدد بالانشقاقات والتساقط نتيجة لماجرى في الحركة الشعبية بعد أيلولة قياداتها خاصة العسكرية لعبدالعزيز الحلو:: بحث عن مقعد ::مالك عقار وياسر عرمان بعد أن فقدا السيطرة على دفة الحركة الشعبية ،سارعا قبل أيام لتحسس مقاعدهما في طاولة التفاوض مع الحكومة ،فقدم حزمة من المقترحات للآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبو أمبيكي لتحديد كيفية مشاركة الحركة الشعبية في ظرفها الحالي في أي مفاوضات مستقبلية من ضمنها أن تكون الحركة وفدا واحداً يضم الجناحين ، إلا أن المقترحات تم رفضها من آلية التفاوض التي أصرت على تنفيذ خارطة الطريق المتعثرة بسبب رفض الحركة الشعبية شمال للمقترح الأمريكي لإيصال المساعدات الإنسانية للمنطقتين.:: التزام الحلو ::الفريق عبدالعزيز الحلو الذي آلت إليه الأوضاع في مناطق تواجد الحركة الشعبية بالنيل الأزرق وجنوب كردفان أراد ربما إرسال رسالة بتوجهه نحو السلام ، فالتزم أولاً بوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس البشير خلال الأشهر الماضية ،وتوج التزامها بإعلان وقف إطلاق نار من جانب حركته لمدة 6 أشهر ، لتتزامن الخطوة مع مساع من الآلية الأفريقية رفيعة المستوى للجلوس مع الحلو لمعرفة موقفه من المفاوضات وقد أبانت الآلية أن رئيس الحركة الشعبية الجديد وافق على اللقاء إلا أنها لم تحدد مكانه وزمانه واكتفت بقولها :إنه سيكون قريباً.:: توقعات باستقطاب ::الإمام الصادق المهدي والذي حرص على النضال السلمي ، وأعلن مراراً أنه نجح في استمالة الحركات للحل السلمي بدلاً عن العسكري قال في آخر مؤتمر صحفي له بدار حزب الأمة :إنه سيسعى وسط المعارضة وقوى نداء السودان لجمعها في موقف مؤيد للمقترح الأمريكي الخاص بإيصال المساعدات الإنسانية للمنطقتين ،الأمر الذي يعني أن هنالك استقطاباً سيحدث داخل المعارضين في هذا الاتجاه ليصب الأمر برمته في تحريك جمود العملية السياسية في البلاد ، والتي توقفت بسبب رفض الحركة الشعبية للمقترح ،سيما أن الملف الإنساني هو العقبة التي حالت دون إكمال تنفيذ خارطة الطريق الأفريقية، والتي تنص على المساعدات ومن ثم التحول لملفات السياسية والتفاوض المفضي للحل الشامل لقضايا السودان.:: تحدي جديد::الأيام المقبلة ستتجه فيها الأنظار لعبد العزيز الحلو في مايلي ملف السلام ،وهو تحدي جديد يواجهه بجانب تحدي هيكلة الحركة الشعبية شمال بعد الهزة التي ضربتها نتيجة للانشقاق ، وقد تمارس عليه ضغوطاً داخلية من مجتمع المنطقتين للحاجة الإنسانية الماسة للغذاء والدواء ،بالاضافة إلى ضغوط إقليمية ودولية بعد أن أعلنت دول الاتحاد الأوربي موقفها من المقترح الأمريكي ،ودعت الحركة الشعبية للقبول به ، ليصبح قول الحكومة بالخارطة الآن نجاحاً سياسياً أكسبها الدعم والقبول من المجتمع الدولي خاصة في هذا الملف بعد أن كانت في السابق محل إدانة وتجريم.
لؤي عبدالرحمن
اخر لحظة