تحقيقات وتقارير

“غضبة كمال وإخوته” نواب الحوار الوطني يهددون بالانسحاب من البرلمان بحجة سوء إدارة الرئيس..


الخرطوم – أفراح تاج الختم
هددت اللجنة التنسيقية لمجموعة الحوار الوطني في البرلمان بالانسحاب من المجلس الوطني، حال عدم التزام قيادته بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
ويرى بعض نواب الحوار أن الغرض الأساسي لوجودهم في المجلس الوطني هو تنفيذ مخرجات الحوار وليس من أجل تقاضي رواتب البرلمان، في الوقت الذي شنّ فيه كمال عمر هجوما على رئيس البرلمان، مبينا أن نواب الحوار على إجماع بأن إدارة البروفيسور إبراهيم أحمد عمر للبرلمان سيئة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ. ويقول عضو البرلمان كمال عمر، لـ(اليوم التالي)، إن البرلمان يحتاج لـ(فرمتة) بلغة (السوفت وير)، ويضيف أنه بعد الاتفاق السياسي في الحوار أصبح برلمان الوفاق الوطني، بناءً على الاتفاق السياسي الذي كوَّن حكومة الوفاق الوطني وبرلمانها. ويضيف كمال أن الاتفاق السياسي في الحوار إجراء تعديل في شكل الحكم في مؤسساته التنفيذية والتشريعية، ويوضح كمال قائلاً: “تفاجأنا بعدد من المخالفات؛ المخالفة الأولى هي إجراء البرلمان للتعديلات الدستورية قبل دخولنا المجلس، وكان يجب أن ندخل البرلمان حتى تناقش التعديلات، لأنها متعلقة بالحوار”. ويقول: “المخالفة الثانية أن لائحة البرلمان القديمة قبل الحوار الوطني تمكن رئيس البرلمان بطريقة استبدادية، وهذا منافٍ لأخلاق الحوار ونظمه. أما ىالمخالفة الثالثة فمتعلقة بتوزيع اللجان والوفود للخارج، وغاب عنها بشكل أساسي، وتهميش أعضاء الحوار الوطني. أما المخالفة الأخيرة فهي الصرف البذخي من مخصصات دستوريين لا حد لها، وهدر للمال يتنافى مع روح ومقررات الحوار ومخرجاته”.
ويوضح كمال عمر أن المرحلة المقبلة هي مرحلة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وهناك جانب الحريات وهي أساسية (دخلنا البرلمان من أجلها). ويتابع كمال: “هذه هي اشتراطاتنا ورئيس البرلمان يفترض أن يتحول من رئيس مجموعة كتلة المؤتمر الوطني إلى رئيس برلمان الوفاق الوطني، ويتعامل معنا بروح الوفاق، وقد قدمنا مذكرة لرئيس البرلمان ورفض مقابلتنا، ونحن نمثل عددا كبيرا ومعتبرا من (55) فرداً من مجموعة الحوار الوطني.
ويختلف علي حسين دوسة، العضو البرلماني لعدة دورات ونائب رئيس حزب تحرير السودان القومي، مع كمال عمر في الرأي، حين يصف تصريح كمال عمر بأنه فردي، ويضيف دوسة أن الفترة ليست كافية للتقييم، وأوضح أن مخرجات الحوار لم تأت بعد، وكذلك القوانين والتعديلات الدستورية. ويقول: “أنا برلماني لأربع دورات وهؤلاء مستعجلون، وهناك من (يخلق من الحبة قبة) ونريد أن ننقل روح الوفاق الذي تم في قاعة الصداقة للبرلمان، وقد اجتمع (23) شخصا من الـ(55) برلمانياً من الحوار”. ويستغرب دوسة من وصف كمال عمر لإدارة البرلمان بالسيئة، ويقول: “لماذا يصف كمال شيخه في الحركة الإسلامية بهذه الصورة”.
أما المحلل السياسي الدكتور صلاح الدومة في حديثه، لـ(اليوم التالي)، فيذهب إلى أن نواب الحوار الوطني كانوا يعلمون قبل مرحلة الحوار أن المؤتمر الوطني كيان لا يلتزم بالمواثيق أو العقود، وكل من يدخل معهم في اتفاق سيكون مجرد (كومبارس) يقوم بتنيفذ أجندة النظام، مقابل فتات يرمى له. وأضاف “هؤلاء النواب يعلمون مسبقاً ماذا سوف يحدث، وصحوة الضمير المفاجئة هذه لا تنطلي على أحد، لأنهم ليسوا من أحزاب سياسية لها قاعدة وسند جماهيري أو حركات مسلحة لها وزن عسكري، وأوضح الدومة أن هذه الاحتجاجات من أجل الامتيازات، ولتكون (كرت ضغط) على المؤتمر الوطني لتسجيل مواقف.
وأضاف بقوله: “هذا النظام مثل الثقب الأسود، يلتهمك ولا تستطيع أن تحدث عليه أي تعديلات، وحديثهم هذا للاستهلاك المحلي.

اليوم التالي