الفاتح جبرا

حي يرزق

في نهاية العام الماضي صرح مسؤول بقطاع السياحة بأن وفداً صينياً يزور الخرطوم وقتها قد شرع في تحديد المقاصد والأماكن والإجراءات السياحية في السودان، تمهيداً لإحضار نحو مليون سائح صيني، تم الاتفاق على تفويجهم بداية العام المقبل (السنة دي يعني)، ضمن اتفاقيات وشراكات اقتصادية وقعت بين البلدين .

وقد كتبنا عندها مقالاً نستبعد فيه (الرقم المذكور) إذ أن السياحة (الجماعية) لم تعرف منذ أن خلق الله الأرض تفويج (مليون سائح) حتة واحدة للذهاب مسافرين إلى قطر آخر، فالسياحة كما نعلم تعتمد على التسويق والتسويق يعتمد على الإقناع وهنا لا بد أن نسأل أنفسنا (الأمارة بالسوء) ما هي الكيفية التي إستطاعت بها الحكومة الصينية أن تقنع عدد (مليون) نفر من مواطنيها بالذهاب سائحين إلى السودان.. يعني كما يقول أولادنا (حنكم كيف؟)
تذكرت التصريح (الفوق ده) بعد أن قرأت بالأمس تصريحاً منسوباً لوكالة الأنباء السودانية للسيد وزير السياحة والآثار والحياة البرية (شخصياً) يفيد فيه بأنه سوف يصل أول فوج من السواح الصينيين البلاد في 14 أغسطس الجاري، (مضيفاً) إن وصول السياح في الأسبوع الثاني من أغسطس بداية عمل بين وكالتين إحداها سودانية وأخرى صينية وتعد أول رحلة سياحية بموجب مذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة السياحة السودانية مع نظيرتها الصينية (كما أكد الوزير) أن الرحلة تأتي بعد أن اعتمدت جمهورية الصين رسمياً السودان كمقصد سياحي للسياح الصينيين، مضيفاً أنه بناءً على هذه الخطوة فإن الوكالات السودانية المعتمدة من الطرف السوداني ستتنافس على التواصل والتعاقد مع نظيراتها الصينية لتفويج السياح الصينيين لأكثر من دولة جوار عبر السودان!
كدي حكاية دول الجوار دي خلونا (نفطها) ونسأل هل حكومتنا السنية قد قامت فعلاً خلال عمرها (المديد) بالإلتفات إلى قطاع السياحة والآثار والصرف عليه وتجهيزه ليكون جاذباً؟ هل قامت بتشييد مراكز الخدمات والنزل والمتنزهات الخضراء، وتوفير، ومواعين النقل النهري المختلفة التي تقوم بنقل السواح عبر المناظر الجميلة؟

تري أين الفنادق والموتيلات الراقية النظيفة التي تستوعب هذا الكم من السواح؟ أين الشوارع المسفلتة (أم من دون حفر)؟ أين عربات الليموزين الفارهة وشبكات المواصلات المريحة؟ أين المطاعم التي تقدم المأكولات العالمية؟ أين الملاعب الرياضية وصالات الجمنازيوم؟ أين المرشدين السياحيين الذين يتكلمون العربية ذاااتا بطلاقة (خليك من باقي اللغات)؟
العبدلله يرى أن قصة (المليون سائح) صيني (دي) تشبه إلى حد كبير (قصة) عقد وزارة المعادن السودانية وشركة (سيبرين) الروسية والتي تم الإعلان قبل سنوات بأنها أكتشفت احتياطيات من الذهب تبلغ 46 ألف طناً قيمتها 289 مليار دولار ثم إتضح بأن القصة (كلام ساكت) وليس أكثر من (تخدير) للشعب السوداني الفضل!! ووزير المعادن حينها القال لو كضبتا (أعدموني) أهو داك (حي يرزق)!

كسرة:
سياحة شنووو؟ بالله… كدي شوفو للناس دي علاج!

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 89 واو – (ليها سبع سنوات و5 شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 48 واو (ليها أربعة سنوات).

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة