حظك في البطيخ
-1-
مُحدثكم من المولعين بحُب (البطيخ ) منذ الصغر ، وحتى ﻻيرمقني أصدقائي ( بخُبث ) فعﻻقتي معه قبل الدراسات العلمية الأخيرة التي أثبتت أسراره المفيدة كمقوّي .
وقد أصبحت ( خِبرة ) عند الشراء ، وإن كانت خبراتي قد ﻻتفلح أحياناً وأصاب بخيبة أمل ، وﻻ أحبذ إطﻻقاً إختبار البائع بقطع ( السكين ) ، اعتبره فشل ذريع أن تأتي ببطيخة مفتوحة إلى البيت ومياؤها تسيل ، كما أنها ﻻتبرهن مقدراتك الذكية في كشف البطيخ ، كما أن تصحيح إختيارك في البيت مشوق وممتع خاصة لو حصلت على الدرجة الكاملة عشرة من عشرة .
وقد إرتبطت في ذهني كثير من المواقف عن البطيخ ، أطرفها عندما استرقت السمع في المواصﻻت وأنا طالب يافع في طريق عودتي من المدرسة ، سمعت رجل بمﻻبس عمالية مرهق الجسد تسلل بعض من الشيب إلى رأسه بالكاد يحمل ( بطيخة ) ويقول لصاحبه ( البطيخة الفاتت طلعت بيضاء المدام كسرتها لي في رأسي ) ، أصبت بدهشة وشيء من الخوف ، وأخذت من يومها درساً بليغا في أهمية معرفتك في ( عزل ) البطيخ ، وبدأت أجرب إلى أن وجدت أن ( النقر ) عليها وسماع صوت أشبه ( بالدف ) هو أنسب وسيلة إختبار مع مراعاة صحتها العامة ولونها وحجمها من الخارج .
-2-
والموقف الثاني تشبيه أحد زمﻻئي في العمل عندما كنت في أحد المصارف الشابة ، مُنِحنا في بداية العام كما هو حال كل المصارف ، مُنحنا ( بدل لبس ) بالإضافة إلى الحافز السنوي و بدل الإجازة ، المهم تجمعت كلها مع بعضها وتشبعت حساباتنا ، فإذا بصديقي يقول والله ( قروش البدﻻت دي زي شبعة البطيخ ) ، فكرت في عبارته فوجدته وصفا متناهيا في الدقة ، فعندما ترتوي من البطيخ تحس بإمتﻻء معدتك وسرعان ما يتبخر هذا الإحساس بالشبع بعد دقائق معدودات لسرعة الهضم ، فينتابك الجوع ، وهكذا حال حوافز وبدﻻت أول السنة للموظفين ، تذهب بسرعة كالماء في شقوق الأرض ، لتغطي المديونيات المتراكمة وسداد الإلتزامات المؤجلة منذ العام الماضي !
ـ3ـ
بالأمس إشتريت من بائع خضر وفاكهة مجاورا لنا يدعى ( العم تيّه ) ، والعم تيه ( الجعلي ) رجل رحب الصدر سمح النفس و متعدد القدرات في الصباح بائع خضار ، وفي المساء يتحول إلى طباخ ماهر في تحمير و شواة الأسماك ، وتبدأ مهارته من تخيره لنوعية الأسماك الطازجة ثم خبرته ومهارته في ( تحميرها ) وتقديمها للزبائن في حلة ذهبية شهية مع صحن السلطة والمُقبلات.
بالأمس صادفته في محله واشتريت بطيخة وأنا أهم في ( عزلها ) بادرني وهو يحمل واحدة بكلتا يديه قائﻻ بحسم الجعلية ( دي إذا وجدتها بيضاء تعال شيل واحدة تانية ) أكبرت في الرجل هذا الكرم والعين الواسعة ، فتناولتها وأنا على يقين تام .
أطرف ما سمعت في طرق ( عزل ) البطيخ ، إحداهن كبيرة في السن تقول للبائع ( سويتها ليك في ذمتك تعزلي واحدي حمراء ) ، ضحكت من لكنة ( الحاجة ) المحببة إلى النفس ، وقلت هي طريقة ذكية أيضاً في ( عزل ) البطيخ ، خاصة إن صادفت بائع ( عندو ذمة ) ومقدراتك ضعيفة و فشلك متكرر في حسن الإختيار ، انصحك ( أن تسويها في ذمتو ) .
إلى لقاء ..
من اﻵخر – محمد الطاهر العيسابي
motahir222@hotmail.com
صحيفة السوداني
إنضم لقناة النيلين على واتساب
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة