بل فراعين ؟!

*تركي الدخيل كتب (كلمتين حلوين) في حقنا..

*فإذا بـ(ملايين الكلمات) تنهال على مواقع التواصل شكراً له..

*وإن كتب صحافي عربي آخر عنا كلمتين (قبيحتين) أوسعناه سباً..

*فنحن حساسون جداً جراء شيء غير طبيعي في دواخلنا..

*شيء قد يكون له صلة بتركيبتنا النفسية التي تجنح نحو الشعور بالنقص..

*هو شعور مهما كبتناه يبقى حقيقة كامنة في أعمق أعماقنا..

*وفور وصول مهيجات – سالبة أو موجبة – إليه يطفو سريعاً إلى السطح..

*وهذا الإحساس بالنقص لا يخلو من (نقص الإحساس) بالعروبة..

*فنحن نصر إصراراً- ونلح إلحاحاً- على أننا عرب أقحاح..

*ثم نجتهد في إثبات هذه العروبة بأدلة جزافية لا تغادر ساحات الكلام..

*مجرد كلام من قبيل (نحن عباسيون أحفاد العباس)..

*ولماذا العباس بالذات دوناً عن غيره من سادات قريش؟!…لست أدري..

*ولماذا لا يكون جدنا أبو لهب- مثلاً- وهو شقيقه؟!..

*وما أن تصطدم هذه (المعافرة) الكلامية بحواجز المعايشة الواقعية حتى نضطرب..

*وأكبر هذه الحواجز هو حاجز اللون الذي يسبب لنا (عقدة)..

*أو بالأحرى؛ يسبب للذين لا يفعِّلون (لقاحهم الحضاري) ضد هذه العقد منا..

*الذين يهربون من حضارة (مثبتة) إلى أخرى (مجهجهة)..

*الذين يتعامون عن تاريخ حضارتهم هذه ويمدون البصر نحو حضارة (أدنى)..

*فشعبان فقط بمنطقتنا يحظيان بآثار حضارة مشتركة..

*حضارة ذات أهرامات وفتوحات و(محاريب وتماثيل وجفان كالجواب)..

*أحدهما يُعلي من شأن حضارته هذه على حساب عروبته..

*ويطلق على منتخبه الوطني- في مجال كرة القدم- اسم (الفراعنة)..

*وشعاره على خطوطه الجوية (طائر الفراعنة)..

*وأحد مصادر دخله القومي الرئيسية (السياحة الفرعونية)..

*وإن رأى ما يغضبه من العرب صاح (ونحن أصلاً لسنا عرباً، بل فراعنة)..

*والثاني يخجل من حضارته….و(يتمسح) بالعروبة..

*وآثارها لا يعرف قيمتها السياحية إلى أن نهب العديد من (قطعها) الأجانب..

*ولا تجد أثراً لشعار واحد منها على واجهاته القومية..

*وإن رأى ما يغضبه من العرب (تعقد)..

*وبدون (عقد) علينا أن نواجه أنفسنا بسؤال صادم (يفوِّقنا) من حالتنا هذه..

*حالة الشعور بـالـ(لا هوية) رغم مزاعم العروبة..

*علينا أن نسأل أنفسنا بكل جرأة (من نحن؟ ومن نكون؟ وإلى من ننتمي؟)..

*وذلك بعيداً عن أوهام الانتماء إلى (العباس)..

*سنجد الإجابة في غاية البساطة: نحن فراعين…وهذه آثار حضارتنا تدل علينا..

*علماً بأن (تمام) الإسلام ليس من شروطه (تمام) العروبة..

*حينها سنكون (أكبر) من أن نغضب لقدح في عروبتنا..

*أو أن نفرح لـ (كلمتين حلوين !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version