آمنة الفضل

الأسئلة العنيدة


* ماهي أكثر الأشياء إيلاماً في هذه الحياة ، ما هو الجرح الذي لا يندمل حتى وان مر عليه دهر ، ما الشيء يكسرنا بقوة ويهشم ماتبقى من صلابة دواخلنا ، ودوماً مايُغرق قوارب نجاتنا ويلقي بكرامتنا في الوحل ، ماهي تلك النقاط التي تُرغِمنا على فقد قوتنا ، وتمكن منا من يتربص بنا سراً وجهراً ، ذلك الذي يظل يركض خلفنا لا حباً ولكن بحثاً عن عصا يحطم بها ماتبقى من خطوات ترفض أن تعود للوراء …

* هنالك دوماً من يحاول وبجدية تامة تغيير مجرى الأحداث في أيام حياتنا ، يرسم لنا معابر تحمل أنفاسه وثرثرته السرية وبعضاً من سلطانه وأنانيته وقيوده المصنوعة بجودة عالية لتحاكي برودة المكان وقسوته حكايات كثيرة تختبئ خلف الجدران ، تخنق أصواتنا وتهدينا بحراً من الدموع ، تجعلنا عالقين في بعض الأسئلة العنيدة والتي قلّ مانجد لها أجوبة ناجعة ، فهل من مشهد يستحق التوثيق ، وهل من احد يستحق أن نفرغ لأجله حقائبنا الوجدانية ، نعزف لأجلة سيمفونية المساء ونهديه الرقصة الأخيرة …

* الحد الفاصل بين الهوى والهوية هو الممر الشائك الذي نتعثر كثيراً ونحن نعبره لندلف الى الوجه الآخر من حقيقتنا ، ننفض غبار التضليل الذي دفنا تحته مبادئنا وقناعاتنا الشخصية سنين عددا ، ذلك المكان المظلم الذي لا تستطيع العيش فيه سوى الخفافيش ، المكان الذي علينا حقاً أن نمحو ملامحه من عدسة العين وجيوب الروح ودقات القلب ، لما لا نخرج الآن الى الضوء لتُشفي أشعة الشمس معتقداتنا…..

* يقول الكاتب والروائي يحي حقي :
في بعض الأحيان ننهب أعمارنا نهبا و نلهب ظهرها بالسوط حتى تجري مسرعة لا لشيء الا رغبة منا في نسيان جرح فتكون خسارتنا للعمر أشد مصيبة من الجرح ذاته ..

* قصاصة أخيرة
الكثير من المرارة في مجري الحلق

قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )