صلاح الدين عووضة

نلعنها إذن !!


لا أهتم كثيراً بمردود زيارات مسؤولينا الخارجية..

*هل قلت كثيراً؟… الصحيح لا أهتم بها – ولا غيري – البتة..

*فالتجارب علمتنا أنها زيارات عديمة النفع لجهة الشعب..

*ولكن لجهة الزائرين الرسميين فهي ذات منافع جمة… لهم ولأفراد أسرهم..

*منافع الفسحة… والسياحة… والهدايا… والنثريات الدولارية..

*ولا يتكلف الزائر نظير ذلك سوى كلام- أي كلام- أعدته له سكرتارية مكتبه..

*ثم كلام من عنده هو – هذه المرة – عقب العودة (الظافرة)..

*كلام عن الفوائد المرجوة من الزيارة على صعيد الشأن الذي سافر من أجله..

*كلام محفوظ… ومكرور… وممجوج……. ثم لا شيء..

*لا شيء بالمرة… طوال سنوات عديدة لم تجلب هذه الزيارات أي نفع للبلاد..

*أو إن جلبت… فإنما أشياء مضروبة مثل (باصات الوالي)..

*وبين أيدينا الآن زيارة وزيرة الدولة بالعدل إلى اجتماعات مجلس حقوق الإنسان..

*فهي طارت إلى الخارج لمناقشة أزمة جذورها في الداخل..

*ثم تطالب- في جنيف- برفع الظلم (عن الذين يتعرضون إلى تدابير قسرية)..

*وتقول إن (تمتعهم بحقوق الإنسان تأثر بهذه الإجراءات)..

*وأكدت (ضم بيان السودان إلى بيانات المجموعات الإسلامية والإفريقية والعربية)..

*وكأنما هذه المجموعات- بسم الله ما شاء الله- تهتم بحقوق شعوبها..

*فأكثر شعوب الأرض تعرضاً لهضم حقوق الإنسان هم العرب والأفارقة والمسلمون..

*ومن تلقاء حكوماتهم… لا حكومات أمريكا وبريطانيا وإسرائيل..

*فالحقوق التي تُصان هي فقط حقوق المسؤولين… وذويهم… ومواليهم… و(أبنائهم)..

*وتهاني تور الدبة تعلم هذا الأمر جيداً على خلفية حادثة ابنها..

*رغم إنها وزيرة بوزارة العدل…وتشتكي الآن من انعدام العدالة تجاه بلادها..

*ودافع عنها رافعو شعارات الدين بحجة (عاطفة الأمومة)..

*بينما زوجة رئيس وزراء إسرائيل تخضع لمحاسبة هذه الأيام بتهمة تلقيها رشوة..

*ومقدار مبلغ الرشوة هو (100) ألف دولار… فقط..

*ولا يستطيع زوجها (الرئيس) وقف هذه المحاسبة بذريعة (العاطفة الزوجية)..

*وتسهب الوزيرة في كلام مثل هذا… هي نفسها غير مقتنعة به..

*فهي تعلم أنه مجرد كلام- والسلام- لتبرير الزيارة… ومتعتها… ونثرياتها..

*وما لم نصلح حالنا (داخلياً) فلا نتوقع إنصافاً (خارجياً)..

*فمشاكلنا التي نحج بسببها كل عام إلى جنيف هي هنا في الداخل… لا الخارج..

*والمجتمع الدولي إنما تهمه الحقائق على أرض الواقع..

*لا (طق حنك) على أوراق خطب محشوة بلغة الاستهلاك العاطفي..

*مثل لغة الوزيرة التي أوردنا نماذج منها..

*بالله عليكم تمعنوا في عبارتها (إن تمتعهم بحقوق الإنسان تأثر بهذه الإجراءات)..

*طيب ماذا عن حقوق مفصولي المصارف التي بطرف العدل لسنوات؟!..

*هل ظلمتهم أمريكا أيضاً وامتنعت عن دفع (حقوقهم)؟..

*إذن….. (لعنة الله عليها !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة