نلعنها إذن !!
لا أهتم كثيراً بمردود زيارات مسؤولينا الخارجية..
*هل قلت كثيراً؟… الصحيح لا أهتم بها – ولا غيري – البتة..
*فالتجارب علمتنا أنها زيارات عديمة النفع لجهة الشعب..
*ولكن لجهة الزائرين الرسميين فهي ذات منافع جمة… لهم ولأفراد أسرهم..
*منافع الفسحة… والسياحة… والهدايا… والنثريات الدولارية..
*ولا يتكلف الزائر نظير ذلك سوى كلام- أي كلام- أعدته له سكرتارية مكتبه..
*ثم كلام من عنده هو – هذه المرة – عقب العودة (الظافرة)..
*كلام عن الفوائد المرجوة من الزيارة على صعيد الشأن الذي سافر من أجله..
*كلام محفوظ… ومكرور… وممجوج……. ثم لا شيء..
*لا شيء بالمرة… طوال سنوات عديدة لم تجلب هذه الزيارات أي نفع للبلاد..
*أو إن جلبت… فإنما أشياء مضروبة مثل (باصات الوالي)..
*وبين أيدينا الآن زيارة وزيرة الدولة بالعدل إلى اجتماعات مجلس حقوق الإنسان..
*فهي طارت إلى الخارج لمناقشة أزمة جذورها في الداخل..
*ثم تطالب- في جنيف- برفع الظلم (عن الذين يتعرضون إلى تدابير قسرية)..
*وتقول إن (تمتعهم بحقوق الإنسان تأثر بهذه الإجراءات)..
*وأكدت (ضم بيان السودان إلى بيانات المجموعات الإسلامية والإفريقية والعربية)..
*وكأنما هذه المجموعات- بسم الله ما شاء الله- تهتم بحقوق شعوبها..
*فأكثر شعوب الأرض تعرضاً لهضم حقوق الإنسان هم العرب والأفارقة والمسلمون..
*ومن تلقاء حكوماتهم… لا حكومات أمريكا وبريطانيا وإسرائيل..
*فالحقوق التي تُصان هي فقط حقوق المسؤولين… وذويهم… ومواليهم… و(أبنائهم)..
*وتهاني تور الدبة تعلم هذا الأمر جيداً على خلفية حادثة ابنها..
*رغم إنها وزيرة بوزارة العدل…وتشتكي الآن من انعدام العدالة تجاه بلادها..
*ودافع عنها رافعو شعارات الدين بحجة (عاطفة الأمومة)..
*بينما زوجة رئيس وزراء إسرائيل تخضع لمحاسبة هذه الأيام بتهمة تلقيها رشوة..
*ومقدار مبلغ الرشوة هو (100) ألف دولار… فقط..
*ولا يستطيع زوجها (الرئيس) وقف هذه المحاسبة بذريعة (العاطفة الزوجية)..
*وتسهب الوزيرة في كلام مثل هذا… هي نفسها غير مقتنعة به..
*فهي تعلم أنه مجرد كلام- والسلام- لتبرير الزيارة… ومتعتها… ونثرياتها..
*وما لم نصلح حالنا (داخلياً) فلا نتوقع إنصافاً (خارجياً)..
*فمشاكلنا التي نحج بسببها كل عام إلى جنيف هي هنا في الداخل… لا الخارج..
*والمجتمع الدولي إنما تهمه الحقائق على أرض الواقع..
*لا (طق حنك) على أوراق خطب محشوة بلغة الاستهلاك العاطفي..
*مثل لغة الوزيرة التي أوردنا نماذج منها..
*بالله عليكم تمعنوا في عبارتها (إن تمتعهم بحقوق الإنسان تأثر بهذه الإجراءات)..
*طيب ماذا عن حقوق مفصولي المصارف التي بطرف العدل لسنوات؟!..
*هل ظلمتهم أمريكا أيضاً وامتنعت عن دفع (حقوقهم)؟..
*إذن….. (لعنة الله عليها !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة