الدخان !!

*وبأثر رجعي نشكر شرطة النظام العام..
*ثم نشير إلى كلمتنا التي استحق أفرادها بسببها هذا الشكر..
*وهو شكر ما أنسانيه إلا شيطان الحال والمآل و(الختال) أن أذكره..
*وأصل الحكاية حين أبديت لزميلي رغبةً في (فنجان قهوة )..
*ثم أشرت إلى ست شاي تحت ظل شجرة ليصيح ضاحكاً (معقولة بس؟!)..
*و(المعقول) في نظره مقهى أنيق يصادفنا عند التقاطع..
*تقاطع شارع جانبي بحي الرياض مع شارع الستين… وتحف بمدخله الأشجار..
*ولكن ما بداخل هذا المحل الأنيق لم يكن (معقولاً) أبداً..
*فقد فوجئنا بأن الذي يجلس إلى طاولة الاستقبال أجنبي… من دولة مجاورة..
*وأن المكلف بالمهام (الأمنية) أجنبي أيضاً..
*وأن اللاتي يقمن بخدمة الزبائن- ما ظهر منها وما بطن- هن من الدولة ذاتها..
*وليست الـ(لا معقولية) في الذي ذكرنا هذا بالطبع..
*وإنما أن تستقبلك فتاة ذات (مثلثين) ؛علوي معدول وسفلي مقلوب..
*وأن تقودك عبر غرف تفوح منها روائح العطور والبخور و(السفور)..
*وأن تتثنى أمامك – عمداً – بحجة تنظيف المائدة إلى حد أن تغمض عينيك كيلا (ترى)..
*وأن تسألك بغنج مقزز عن الذي (ترى) أنك تريده..
*ثم هذا كله (كوم)….. وما شاهدناه في إحدى الغرف (كوم آخر)..
*فقد كن طالبات ينتسبن لجامعة ذات (زي موحد) للبنات..
*جامعة حديثة – نسبياً – قياساً إلى جامعاتنا العريقة المعروفة..
*جامعة ذات (توجهات) مستمدة من وحي (المرحلة)..
*كن يتعاطين الشيشة بمزاج عالٍ… وضحكاتهن لا محل لها من (الإعراب الدراسي)..
*والوجوه غاصت في لجة دخان يتمايل ويتماوج و(يتثنى) كمضيفتنا..
*وعندما أبصرننا عبرن عن حيائهن – أو ما بقي منه – بزخاتٍ من سعال مصطنع..
*ونسعل نحن سعالاً حقيقياً… ونهم بالمغادرة..
*وتلحق بنا مضيفتنا – صاحبة مثلثيِّ برمودا- تسألنا عن سبب (الخروج)..
*ويطالبنا مسؤول الاستقبال برسوم (الدخول)..
*فالمهم أنك (دخلت) المحل…… وإن لم (يدخل) فمك شيء..
*أو إن لم تدخل أنت في الأجواء… ويدخل فيك الدخان..
*وكدنا أن نفهم منطق الطير- على الأغصان – أكثر من فهمنا منطق الأشياء بالداخل..
*وأكثر من فهمنا لكثير مما تشير صحافتنا إلى (النزر اليسير) منه..
*وأكثر من فهمنا لشعارات تتماوج في السماء… كما الدخان..
*عند مقارنتها ببعض الذي يحدث على الأرض..
*وهو بعض ينتظر من الشرطة عملاً كثيراً… دونما (تبعيض)..
*ومعلومةٌ الطرفة التي يقول صاحبها (والله ما باقي ليك إلا تسفي السعوط)..
*ومع استبدال النشوق بالشيشة (تنضبط) خاتمة كلمتنا هذه تماماً..
*ثم لا تضل طريقها وسط (دخان تلكم الغرفة !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة