لمياء متوكل.. المرأة الحديدية
توقفت مرات عديدة وعجز قلمي عن مبارزة مفكرتي وأنا أتناول قصة إيمان إمرأة سودانية قواها المرض ( سرطان الثدي ) ولم تفارقها إبتسامتها المعهودة الجميلة التي تبعث السرور والأمل في النفس…زرناها لنكرمها عن مجموعة( بروزر توقيزر ) …جلسنا إليها وتبادلنا أطراف الحديث وقفت بنفسها علي ضيافتنا ثم جلست مبتسمة..
لا أخفي عليكم سرآ كنت متتبعآ جيدآ لمسيرتها الإعلامية داخل إذاعة البيت السوداني fm 100 ..كونها مميزة ومتمكنة مثل غيرها من نواضر ذلك الصرح العتيق من حيث الرسالة والمضمون…ومتتبعآ لبرنامجها المتفرد والمتابع (حلو الكلام).
جلسنا نستمع لتفاصيل مرضها الي وقت متأخر من الليل تحدثنا عن الإيمان بقضاء الله وقدره والثبات عند الشدائد وكيف أن المرض إبتلاء من الله للعباد ..
وكيف للإنسان أن ينتابه شعور أنه أخف قدرآ من غيره حتي في هذا المرض….لا أنكر في بادئ الأمر أنني كنت متوجس ينتابني شعور غريب وكيف لي أن أرتب حديثي وأصيغ كلماتي وألملم سيل كياستي وفطنتي لا سيما وقد كنت علي قيادة دفة الوفد الزائر… وقد ظهرت بعض التعابير علي وجهي وأنا أبدأ بالتعريف بمن كانوا معي وعن سبب زيارتنا وكيف أننا متتبعين لمسيرة حواء السودان والبيت السوداني….وذاكرتي المريضة تسترجع حديث الناس عن هذا المرض رغم قراءتي عنه بين أضابير الكتب ومنصات التكنولوجيا.
وأصدقكم القول لم أشعر بإنسانيتي الأ بعد سماعنا لها وهي تحكي عن بداية تجربتها مع العلاج وإكتشاف المرض ورحلة علاجها بقاهرة المعز
حدثتنا عن مقربين ساندوها وآخرين قابلت تواصلهم بكل لطف لإهتمامهم الزايد وشفقتهم المترددة غير المعهودة لشدة خوفهم عليها وللإطمئنان علي صحتها ولمحبتهم لها..
تحدثنا معها وقد فاجئتنا بانسانها الأول ونفسها الطيبة جلسنا وكأننا نتابعها داخل أستديوهات الإذاعة ..
حدثتنا عن أكتوبر الوردي وعن أهمية الفحص الدوري والمتابعة ودورنا الرسالي في تسهيل ومساندة وتشجيع مثل هذة المبادرات التي يحتاجها الكثيرون ممن إرتبط اسم المرض عندهم بالموت وأعلنت إستعدادها لسرد تجربتها كاملة عبر وسائل الإعلام والكتب ..
إستمعنا لحلو كلامها وسعادتها بمحبة الناس لها داخل الوطن وخارجه وأن دعواتهم كانت داعمآ حقيقيآ لها ،، لدرجة فضلنا الجلوس لولا تأخر الليل علي وعد أن نزورها مرة أخري ..
#همسة_أخيرة..
قد لا تعرفوا معني الحياة و كيف أن العافية نعمة و ان المرض إبتلاء من الله يستوجب الصبر . الإ بعد أن تجلس للمبدعة المحبوبة لمياء متوكل المرأة الصابرة المتوكله علي الله تعالي.
بقلم: عبدالكريم عوض الخضر