الرحلة إلى المريخ قفزة غبية للبشرية
يرى الكاتب ديفد فان دريل في صحيفة واشنطن بوست أن العالم يعاني من مشاكل عديدة ومع ذلك تتحدث الإدارة الأميركية عن إنشاء قواعد قمرية ورحلات ومهمات إلى المريخ، مؤكدا أن الهدف وراء ذلك هو إلهاء الناس عن مشاكلهم.
فوفقا للكاتب فإن أوروبا تتشتت، وكوريا الشمالية تتعملق، وكارثة حلت في بورتوريكو، ومجزرة في لاس فيغاس. ومع وجود الكثير مما يتعين القيام به والخطط القليلة لتنفيذه، فإن هناك حاجة إلى صرف انتباه الناس، ولذلك فقد خرج مايكل بنس نائب الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي ليعِد بإعادة رواد الفضاء الأميركيين إلى الفضاء.
ويضيف الكاتب: ربما يسود الاعتقاد أن رواد الفضاء لم يغادروا الفضاء مطلقا، فهم يجرون عمليات سير في الفضاء ويصلحون التلسكوبات ويجرون اختبارات ويصنعون مقاطع فيديو موسيقية هناك منذ سنوات، لكن تبين أن تلك المهمات تحدث في مدار الأرض الأدنى، على بعد 560 كيلومترا عن الأرض. مشيرا إلى أن ملايين الطلاب غامروا بالسفر للالتحاق بكلياتهم مسافات أبعد من التي قطعها رواد الفضاء عن الأرض طيلة الـ45 سنة الماضية.
ويقول إن الأميركيين قد يعودون إلى القمر وربما يمضون فترة هناك، وسيكلف ذلك مبالغ طائلة، لكن لدينا رصيد جيد وقدرة عالية على تحمل الدَّين. لكن السؤال هو لماذا؟ “فالقمر هو نفسه ذلك الكوكب الميت المتصحر الذي تركناه في 1972″، فالقطب الجنوبي المتجمد والصحراء الكبرى صالحة لحياة البشر أكثر من القمر.
ولذا يرى الكاتب أن إقامة قاعدة قمرية لا يحمل معنى، إلا أن تكون محطة انطلاق إلى المريخ. لكن المريخ ذاته ميت ومميت، فالحرارة على سطحه تتفاوت كثيرا بين النهار والليل، فبينما قد تصل في النهار إلى ستين درجة فإنها تبرد بسرعة ليلا لتصل إلى 90 درجة تحت الصفر عند خط الاستواء، وذلك بسبب ضعف غلافه الجوي وبعده عن الشمس.
ومع ذلك فإنه ينبغي على المسافر إلى المريخ تحقيق أقصى استفادة من بيئته المنعدمة الهواء، لأنه لا عودة بعد الوصول هناك، إلى جانب أن السفر مسافة طويلة في الفضاء ستعرض الرواد لقصف مكثف وطويل الأمد من الأشعة الكونية والأشعة الشمسية، وهذا بمثابة حكم بالموت لم تجد ناسا له حلا.
ويرى الكاتب أن السفر في الفضاء هو مهمة للروبوتات وليس للبشر الذين خلقوا للعيش في نظام بيئي معين في أحد أركان الكون الشاسع، وهو الأرض المفروشة بغلاف بيئي يمكن التنفس فيه ويملك جاذبية لتثبت أقدامنا دون أن تسحق أجسامنا، وهناك ثلج للتزلج وشواطئ للاستجمام وأراض وبحار مليئة بالطعام، وعجائب لنراها.
الجزيرة نت