ترشيد عاطفي
* قد يعتقد البعض أن الترشيد مصطلح يتعلق بالجوانب المادية فقط، كالترشيد في فاتورة الكهرباء او المياه او ربما الترشيد في قائمة السوبر ماركت اليومية ،الكل ينادي بالترشيد في طريقة العيش ، وكثيرا ما ينتهي هذا الهتاف الترشيدي بان يتوارى إلى داخل حناجرنا بدلا من الاستمرار في طرق الأذان حتى تكتمل حالة الاستجابة الإجبارية ، وحتى نبلغ هذه المرحلة من الوعي الاستهلاكي للموارد نحتاج اعواما من الدراسة والتطبيق ، وحتى بعد انتهاء مرحلة التأهيل نظل ما بين متمرد و مستسلم لمبادئ النظام الاستهلاكي الأكثر أمانا ….
* ثمة ترشيد آخر لابد أن نطرق أبوابه ونقرأ بنوده لأهميته في ممارسة حياتنا دون انكسار ، لأنه لا يمكن تصنيعه في معمل كميائي ولا تحنيطه ليصمد أكبر وقت ممكن على وجه الحياة ، ذلك هو الترشيد العاطفي ، والذي نفشل دوما في الحفاظ على معدلاته المتزنة ، نظل دوما نستهلك كل ما أوتينا من احاسيس دون الاكتراث من صدمة على وشك الوصول إلينا من المدخل الأكثر أمانا ربما او الآخر الذي تعودنا على صفعه جدار القلب …
* قد يصبح احيانا وجه الحياة قبيحأ لدرجة نتمنى فيها الرحيل عن هذا القبح مهما كان الثمن قاسيا ، تتأرجح خطواتنا عند المخرج لكن لا يمكننا العودة ، ولا حتى مجرد النظر خلفنا خوفا من ان يلتصق بعدسة العين مشهد يفقدها الحس الجمالي بما يلتف حولها ، ورغم يقيننا بأنه لا مجال للعودة يسقط في دواخلنا فجأة ودون انتظار مسبق صوت صديق يغير فحوى المشاهد ، يفتح الأبواب المغلقة ، يشعرنا بالتوازن ويهدينا بنود الترشيد العاطفي حتى لا نفقد رونق الروح ويكسو ملامحنا الشحوب …
* قصاصة أخيرة
ثمة طاقة مختلفة ليس علينا هدرها
قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )