“بذور الخير” حقق مشروع تطوير التقاوي في ولايتي شمال وجنوب كردفان نجاحات متعددة منذ انطلاقه في مايو 2012م، فهل يساهم في تحقيق الأمن الغذائي؟
حقق مشروع تطوير التقاوي بولايتي شمال وجنوب كردفان عددا من النجاحات المختلفة منذ مايو 2012م وحتى هذا العام وبلغ حجم التمويل له (18) مليون دولار كمناصفة بين الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) وحكومة السودان، وقال المهندس محمد يوسف النور المنسق الرئيسي للمشروع إن المشروع يعمل في سبع محليات هي (شيكان، الرهد، أم روابة بولاية شمال كردفان، ومحليات العباسية وأبو جبيهة ورشاد والتضامن بولاية جنوب كردفان) ويستهدف المشروع صغار المزارعين في الزراعة المطرية التقليدية بالإضافة إلى وكلاء المدخلات الزراعية وأصحاب الجرارات والآلات الزراعية وبدأ نشاطه في مايو 2012 وتوقع أن يكتمل في مارس 2018 ويهدف إلى تحسين الأمن الغذائي والدخل لصغار المزارعين وتقوية قدراتهم على تحمل الصدمات الناتجة عن الظروف المناخية المتقلبة ويعد مشروعا نموذجا لصناعة التقاوي وفق أسس ومعايير عالمية تتجاوز كل الإشكاليات التي ارتبطت بمسألة التقاوي في العقود السابقة وذلك عبر دعم قدرات كل الشركاء المعنيين بصناعة التقاوى في السودان.
وأوضح النور أن المشروع يعمل على توطين إنتاج التقاوي وذلك بدعم قدرات صغار المزارعين في إنتاج التقاوي المعتمدة وقال إنه تم ذلك من خلال تقديم الخدمات الإرشادية والتدريب وربط المزارعين بالجهات البحثية وبشركات التقاوي ومقدمي خدمات التمويل والمدخلات مبيناً أنه قد تم تدريب 10 مجموعات لإكثار التقاوي المعتمدة بشمال وجنوب كردفان تضم (223) مزارعاً ومزارعة موضحاً أنهم قاموا خلال الموسم السابق بزراعة (887) فداناً بمحاصيل الذرة والسمسم والفول السوداني مبيناً أنه تم إنتاج (500) طن من التقاوي المعتمدة للمحاصيل الثلاثة التي سوف تكون كافية لزراعة حوالي (136) ألف فدان العام المقبل.
وقال المهندس محمد يوسف النور المنسق الرئيسي للمشروع، إن الشركة العربية للبذور وشركة رأنس لعبتا الدور الكبير في إنجاح التجربة من خلال التعاقد المبكر مع مجموعات إنتاج التقاوي وتقديم الخدمات الإنتاجية لهم.
وأوضح المنسق الرئيسي للمشروع أن المشروع قام بربط صغار المزارعين بشركات القطاع الخاص العاملة في مجال التقاوي والخدمات الزراعية الأخرى وذلك لتوفير الخيارات المناسبة لحل مشاكل الإنتاج في القطاع المطري المتمثلة في قلة الإنتاج وعدم توفر العمالة الكافية مشيراً في هذا الصدد لأنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين المشروع وست من شركات القطاع الخاص لإقامة حقول إيضاحية في قرى المشروع يتم من خلالها تقديم حزمة الحلول تتضمن إدخال محاصيل أو أصناف جديدة مع استخدام الآلات لإجراء عمليات تحضيرات الأرض الأولية والثانوية واستخدام المبيدات والآليات لمكافحة الآفات والحشائش. مبيناً أنه تم تنفيذ 8 مواقع للحقول الإيضاحية في مناطق عمل المشروع وذلك بمشاركة الشركاء وتم تنفيذها بواسطة الفرق الإرشادية ومزارعي الاتصال في تلك المواقع، وقد أبدى المزارعون رغبتهم الأكيدة في تبني هذه التقانات.
وفي مجال تنظيمات المزارعين وتقوية المجتمعات أشار إلى أن المشروع عمل على تكوين ودعم تنظيمات المزارعين لتعزيز المشاركة الفاعلة لهم من خلال هذه التنظيمات في عملية التطوير المستهدفة وذلك من خلال زيادة قدراتهم على الحصول على مستلزمات الإنتاج من مصادرر مضمونة وبأسعار أفضل وعلى القروض بشروط ميسره وتسويق منتجاتهم بكفاءة وأسعار أعلى وتعظيم الاستفادة من الخدمات البحثية والإرشادية والمعلوماتية، وإمكانية القيام بأنشطة ومشروعات اقتصادية تتكامل مع أنشطتهم الزراعية مما يؤدي إلى تعظيم فائدة المشروع وضمان استدامة المنافع المحتمعية لتحقيق الأمن الغذائي عبر زيادة المنتجات الزراعية للمحاصيل الرئيسية وتعزيز قدرة المنتجين على الحصول على الغذاء بالكمية والجودة المناسبة.
وفي مجال استخدام التقانات الزارعيه في حقول المزارعين قام المشروع باستجلاب العديد من الآليات الزراعيه المختلفه وقد تم اختيار (582) مزارعا ومزراعة في (23) قريه من قرى المشروع بغرض استخدام تلك الاليات في مزارعهم خلال الموسم السابق حيث بلغ متوسط مساحه (5) أفدنة للمزارع الواحد وذلك بهدف الإيضاح والمشاهده لإقناع المزارعين بأهمية استخدام التقاوي المحسنة واستخدام الآليات المحسنة.
وفي ما يتعلق بالتمويل الزراعي أوضح المهندس محمد يوسف النور أنه تم ربط مجموعات المزارعين والمزارعات في قرى المشروع بمؤسسات التمويل الأصغر الموجودة بمنطقه المشروع متمثله في مبادرة أبسمي التابعة للبنك الزراعي في كل من شمال وجنوب كردفان ومؤسسة براعة في جنوب كردفان مبينا أنه تم تقديم التمويل الأصغر المشروطة باستخدام التقانات المحسنة عبر القروض الموسمية للمزراعين والتي بلغت (مليوني) جنيه سوداني لفائدة (798) مزارعا ومزراعة.
وفي مجال البحوث الزارعية أوضح يوسف أن المشروع واصل دعمه لمحطات البحوث الزراعية بكل من الأبيض وكادوقلي بغرض رفع القدرات البحثية في تنفيذ الحقول التشاركية مع المزارعين وذلك لتلبية احتياجات المزارعين من أصناف المحاصيل الحقلية والتقانات الزراعية المحسنة التي تناسب رغباتهم كما استهدفت خطة البحوث الزراعية بالأبيض إنتاج تقاوى الأساس والتقاوي المسجلة.
وأبان أن المشروع يواصل جهوده في مجال تقويه الإطارين التنظيمي والتشريعي لصناعة التقاوي بتنفيذ العديد من الأنشطة بالتعاون مع المجلس القومي للتقاوي وإدارة التقاوي الاتحادية والتي تهدف إلى توفير بيئة مواتية للتمكن من تنفيذ عمليات ضبط الجودة وإحكام الرقابة على التقاوي بدرجاتها المختلفة.
وأكد أن المشروع سيواصل جهوده في دعم صغار المنتجين ورفع قدراتهم من خلال الخطة الموضوعة والتي تستهدف التوسع في نشر واستخدام التقانات المحسنة بغرض الوصول إلى المرامي والأهداف المتسقة مع خطة الدولة الرامية إلى تحسين الإنتاج وزيادة الإنتاجية في القطاع المطري التقليدي.
اليوم التالي.