راح (يشرب) !!
*اعتراني شيء من تأنيب الضمير أمس..
*وذلك إثر أن عاتبني (أحدهم) على الذي قلته في حق الدبلوماسي المتحرش..
*أو الذي متهم بالتحرش… كيلا نتجنى عليه مرة أخرى..
*قال لي: وما أدراك أنه تحرش بالفتاة الشاكية فعلاً قبل انتهاء التحقيق؟!..
*ويعني تحقيقنا السوداني معه… لا التحقيق الأمريكي..
*رغم إنه يعلم- أكثر مني- أن تشكيل لجنة تحقيق في بلادنا يعني (قتل) القضية..
*والأمثلة كثيرة… وفي مجالات عديدة… وخلال سنوات طويلة..
*ولكنا نذكر هنا مثالاً دبلوماسياً واحداً فقط… بما أن حديثنا عن متهم دبلوماسي..
*وهو المتعلق بحادثة تحرش قطار المترو… وفي أمريكا أيضاً..
*فقد أجرت وزارة الخارجية – حسب علمي- تحقيقاً مع منسوبها الدبلوماسي..
*ثم لف الصمت المطبق التحقيق… واللجنة… والحادثة..
*ولا حتى معاتبي نفسه الذي يدعي أنه (عليم)… (يعلم) بما انتهت إليه اللجنة..
*أو ربما؛ بما لم تنته إليه أصلاً… حال (انتهت) هي قبل الانتهاء..
* فلا أمل- إذن- في تحقيق سوداني… وما من فرصة لتحقيق أمريكي..
*والذي حال دون هذه الفرصة هو الحصانة الدبلوماسية..
*وحصانات دستورية… وتشريعية… و(أخرى) داخلياً هنا تؤدي الغرض ذاته..
*ووزير العدل الأسبق قال إن ربع الشعب بات (محصناً)..
*ورفع الحصانة أسهل منه- مليون مرة – رفع العبء عن المواطنين..
*أو رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب..
*فتحرياً للعدل- إذن- نعتذر عن (حكمنا) بالتحرش الذي أصدرناه في حق الدبلوماسي..
*أو تحرياً لأمانة القلم التي ذكرنا بها ذلكم (الواحد)..
*ولكن ما لا نستطيع أن نعذر الدبلوماسي عليه هو (المكان) الذي وُجد فيه..
*وهو (البار) حيث كان يرقص؛ ولا نقول يسكر… ولا يتحرش..
*فهل أنكر الدبلوماسي وجوده هناك؟!…. أبداً..
*ولا أنكر ذلك الذي يعاتبني؛ وكأنما (المتهم البريء) كان في مسجد… لا خمارة..
*أو ربما دخل البار للغرض ذاته الذي دخلته (مصرية في السودان)..
*فهذه المصرية زعمت أنها ضبطت زوجها داخل بار..
*وذلك أيام كان بالسودان بارات (لا) يدخلها الذين ينتمي إليهم الدبلوماسي المذكور..
*وتم تحطيمها أواخر عهد مايو بسبب (هؤلاء)..
*فافتعلت المصرية مشكلة ذات (ردحي) مع زوجها جراء تهمتين..
*تهمة وجوده في مكان الخمرة… من جهة..
*وتهمة (بصبصته ع النسوان) حسبما زعمت…. من جهة أخرى..
*وطفق الجيران يدافعون عن المسكين… دون جدوى..
*ثم سألها فجأة غلام من أهلها (وانت إيه اللي وداك البار من أصله؟!)..
*فردت بعد (الخضَّة): (كنت عطشانة ورحت اشرب)..
*ونحن بدورنا نهدي هذا الرد إلى لجنة التحقيق… وإلى (أحدهم) ذاك الذي يعاتبنا..
*فقد كان المتهم في مهمة دبلوماسية… وعطش… (وراح يشرب)..
*وخلاص… انتهى التحقيق !!!.
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة