مكافحة الجلافة !!

*انضمت لقائمة مفردة (مكافحة) أخت جديدة..
*ولا علاقة لها بالفقر ولا التصحر ولا المخدرات ولا- من غير مؤاخذة – (الفساد)..
*هي مكافحة تستهدف (صميم) الإنسان السوداني نفسه..
*تستهدف منابع شعوره… وسلوكياته… وانفعالاته… والفاظه و(الملافظ سعد)..
*ولكن هذا السعد ليس لكثيرين منا نصيب منه… وأعني الرجال..
*فمنابعنا هذه تضخ أنهار مشاعر وأفعال وألفاظ في قوة اندفاع تيار نيلنا الأزرق..
*فهي تنطلق (خاماً) عشوائياً غير مشذب بأدوات الإتيكيت..
*سواء في تعاملنا مع بعضنا البعض كرجال… أو عند تعاملنا مع النساء..
*وأعني الزوجات تحديداً… بما أنهن الأكثر عرضةً للجلافة..
*والفضل في ضم هذه المفردة إلى قائمة (مكافحة) هو الطبيب النفسي علي بلدو..
*وفي رواية أخرى: المستشار ،والكاتب ،والسيناريست…النفساني..
*فقد أنشأ مفوضية – عفواً أكاديمية – لمكافحة الجلافة….. لا الفساد (بعيد عنكم)..
*وهي أول مدرسة من نوعها بالسودان… وقد لا تكون الأخيرة..
*فمن المؤكد حال (نجاحها) سنرى استنساخاً لفكرتها… كعادتنا في المحاكاة..
*وأعني نجاحها المادي… أما نجاحها الدراسي فمشكوك فيه..
*فقابليتنا لتعلم أصول الإتيكيت مثل قابلية حكامنا لتعلم أصول الديمقراطية..
*ومثل قابلية برلماناتنا لتعلم أصول العمل البرلماني..
*ومثل قابلية رؤساء أحزابنا لتعلم أصول التداول الرئاسي الحزبي..
*ومثل قابلية (مستجدي) النعمة – والمناصب – عندنا لتعلم أصول التواضع..
*وعدم القابلية الأخيرة هذه ذات صلة بالجلافة..
*بل تستوجب على بلدو أن يخصصها كمادة دراسية… أو يخصص لها مدرسة..
*ثم يخصص لها دروساً إضافية مكثفة…في كلا الحالين..
*وخلال الأيام الفائتة استوقفتني هذه الظاهرة بشدة… وحرت في تشخيصها..
*وذلك عن تجارب شخصية… أراد لها القدر أن تأتي تباعاً..
*ثم تسبق إعلان عزيزنا بلدو عن نيته في إنشاء مدرسة لمحو أميتنا الإتيكيتية..
*فلدواعٍ مختلفة هاتفت نفراً من رموز المجتمع… أو راسلتهم..
*بمعنى أرسلت رسائل نصية (تعريفية) لمن يجهلون رقم هاتفي منهم..
*فكانت (النتائج) مدهشة ؛ سواء نجاحاً إتيكيتياً… أم سقوطاً..
*وسأكتفي هنا بذكر نماذج من الناجحين بجدارة… وستر الساقطين بامتياز..
*فقد رجع إليّ بكل أدب الوزير د. محمد يوسف الدقير..
*وهو ليس من مستجدي المناصب… ولا من مستجدي (دكتوراة) زماننا هذا..
*ورجع إليّ بكل بشاشة وكيل الصحة السابق د. كمال عبد القادر..
*وهو أيضاً ليس مستجد منصب… ولا نعمة… ولا شهادات (المال) في الطب..
*بل هو حائز على الزمالة الملكية في مجال تخصصه..
*ورجع إليّ بكل تواضع صاحب فكرة مدرسة الإتيكيت نفسه… د. علي بلدو..
*وبلغ من تواضعه حد مخاطبتي بكلمة (أستاذي)..
*ويا أستاذي: لا تنس جلافة (المخلوعين) بالمناصب… والنعمة… وشهادات الغفلة..
*إن استطعت إليهم سبيلا !!!.
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة