زاهر بخيت الفكي

الجاااااك يا علي محمود..!!


واتفق الجاك (قنابل) مع صديقه على أن يتركه يواصل سرد حكاياته وبطولاته بلا مُقاطعة إلّا في حالة المُبالغات عليه أن يُناديه باسمه ممطوط (الجااااااك) وسيفهم ، توسّط الجاك القوم يحكي لهم عن معركته مع تمساح ضخم أطوّل من عشرة أمتار ظل يُعاركه حتى اصطاده وجاء به حياً إلى داره وقبل أن يسترسل يُناديه صديقه (الجااااك) يضطر الجاك لانقاص طول التُمساح إلى أقل من عشرةِ أمتار وما زال صديقه يُفرمل فيه إلى أن أصبح طول التُمساح متر واحد وصديقه يعلم مقدراته الحقيقية إذ أنّ الجاك لا يستطيع أن يُعارك (قرموط) ..

تقلّص طول التُمساح إلى متر ومازال صديقه يُردد (الجااااك) عندها هاج الجاك وماج في صديقه وقال قولته المشهورة بعد ده إلا أخلي ليك بدون ضنب والقصة معروفة يُضرب بها المثل في المُبالغات والبطولات الوهمية لأصحاب الجاكااات..
على محمود عبدالرسول وزير المالية الأسبق ومُهندِس رفع الدعم عن المحروقات صاحب فكرة الكسرة العبقرية المُدهشة التي جاء بها عندما كان على رأس وزارة المالية الوزارة التي ذهب منها كما جاءها بلا جديد يُذكر وفيها يدعو المواطن لأكل الكسرة بدلاً عن الخبز وما يتبعه من مأكولات الرفاه التي وفرها له سيادته من مُتبقي خزينة دولتنا المُنهكة بمُرتبات ومُخصصات وحوافز ونثريات مُنتسبيها ، هكذا كان يظُن سيادته أنّ في الكسرة يكمُن الحل وفي أكلها تنفرج الحالة الاقتصادية (الجااااااااااك)..

ما زال الرجُل يأت بالمُدهِش من الآراء من داخل قُبة البرلمان البااااردة بعد إقالة الرئيس الموفقة له من وزارة المالية والتي هلّل المواطن السوداني فرحاً بها ، بالطبع يذكُر الناس بالخير أصحاب البصمة والانجاز ويأسفون على رحيلهم وتسقُط من ذاكرتهم سريعاً من لا انجاز لهم ، من داخل البرلمان حيث يكثُر الكلام (الساي) يأت على محمود بالمُفيد الجديد وما من سبب أسهم من وجهة نظر(الخبير) الاقتصادي في حالة التضخُم التي تشهدها البلاد سوى دعم الدولة للمواطن وما من أسباب أخرى ، وهل ستعود يا تُرى للاقتصاد عافيته في حال أن رفعت الدولة دعمها (الكبير) بالكامل عن المواطن السعيد (الجااااااااااااااك)..
المُبدِع الزميل الفنان عبيد لم يترُك لنا ما نُضيفه وهو يُترجم لنا المشهد بريشته على صفحات الجريدة في كاريكتير مُعبِر وقد استلقى أحدهم على قفاه من كثرة الضحِك وزميله يقرأ عليه ما جاءت به صحيفة كانت في يده يتصدرها حديث على محمود عن التضخم وعن دعم الدولة للمواطن المُسبب له وفعلاً حاجة تدعو للضحِك والقهقهات وتدعونا كذلك جميعاً للهتاف وبأعلى الصوت (الجاااااااااااك)..

نصيحة له ولكُل مسؤول..
المواطن أوعى بكثير ممّا تظنون والكُل يعلم أسباب التضخُم وانهيار الإقتصاد وما آلت إليه حال البلاد والعباد والحديث الفطير الما عنده قيمة لن يزيدكم إلا بُعداً عن المواطن (المدعوم) باللاشئ والمهدود من المعاناة والرهق اللا محدود..
والله المستعان..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة