آمنة الفضل

بعض الذي سقط والذي ظل عالقاً


حين قال أرسطو عن المرأة إنها ذكرٌ مشوّه لم يرق بعد لأن يكون إنسانًا … وكذلك
أفلاطون في «محاورة طيماوس» الذي رأى أن البشرية تنقسم إلى جنسين: «الجنس الأعلى، أو الرجال الذين تألّف منهم الخلق الأصلي ، الذين استطاعوا قهر شهواتهم وأصبحوا فضلاء على الأرض»، وجنسٌ آخر وهم «الجبناء والأشرار الذين فشلوا على الأرض، وهم الذين سيعاقبون بأن يولدوا نساءً من جديد». تلك كانت هي الصورة الفلسفية التي رسمها بعض الفلاسفة اليونانيين عن الأنثى في أوروبا قديما ، والتي عفى عنها الزمن في العصر الحاضر لديهم كدول تقدمت فكريا ، في ذات الوقت الذي لم تزل تمارس فيه دول العالم العربي والإسلامي من قمع وقهر للفكر الأنثوي ، رغم أن ما تحويه صفحات القرآن الكريم من أحكام عادلة للنساء الا ان الذي يحدث لا يمت بصلة إلى الذي جاء من السماء ، ولا للذي اوصى به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وإنما هي اسقاطات اجتماعية انجبتها عادات بالية تمجد الرجل وتقلل من شأن المرأة ، لترتوي بها مجتمعاتنا حتى اليوم ،فكانت هذه الرؤيا سببا رئيسيا في خروج بعض النساء عن المألوف قديما وحديثا..

* سيمون دي بوفوار في كتابها «الجنس الآخر» خرجت عن المألوف حين أعلنت أن «على المرأة التخلي عن الأساطير والخرافات والعقائد التي تتخذ شكل المقدس والتي مكنت الرجل الأبيض من اضطهاد المرأة والسيطرة عليها، فالمرأة إذا أرادت أن يكون لها وجود حقيقي كامرأة، فإن عليها أن تتخلى عن الأنوثة، لأنها مصدر ضعف المرأة، والزواج، لأنه يمثل أكبر قيد للمرأة، وكذلك التخلي عن الأمومة…. «

* الأستاذة الجامعية الأميركية أمينة ودود خرجت في الثامن من أكتوبر عام 2008م، كامرأة اخرى تنبش في مقبرة الحقوق الأنثوية برؤيتها ، فكانت لإمامتها مجموعة مختلطة من المصلين في أوكسفورد بوسط بريطانيا ، حدثا أثار عليها اراء الفقهاء من مختلف العالم الإسلامي، فجاء ردها دفاعا عن أحقية المرأة في الإمامة كالرجل تماما ، بحسب اجتهادها الذي انقطعت به عن المجموع الفقهي في الثراث ….

* ما بين الماضي والحاضر ظلت أحلام النساء محكمة القفل في خزانات الرجال ، ودوما ما يكون للمجتمع أثر حقيقي في وأدها أو السماح لها بأن تحلق في فضاءات أكثر رحابة ، ولم تزل النساء قابعات في أروقة الانتظار …

قصاصة أخيرة
«لا تولد المرأة امرأة، بل تصبح كذلك»
(سيمون دي بوفوار)

قصاصات – آمنه الفضل
صحيفة الصحافة