روسيا قد تدفع غاليا ثمن الصداقة مع الصين
يرصد نيكيتا إيسايف على موقع “غيوبوليتيكا” العلاقات بين روسيا والصين؛ مشيرا إلى ضرورة التعامل مع الشريك الأكبر في الشرق بحذر شديد.
في مراجعة مقتضبة لتاريخ العلاقات السوفياتية ثم الروسية مع الصين، يشير الكاتب إلى أن العلاقة بين البلدين شهدت هبوطا وصعودا، صراعا وصداقة. وتطورت أحيانا إلى حد النزاع المسلح كما حدث في شبه جزيرة دامانسكي في فترة السبعينيات من القرن الماضي، حيث كانت الصين عدوا، ربما أخطر من الولايات المتحدة على الاتحاد السوفياتي. فالولايات المتحدة بعيدة، في حين أن الصين بعدد سكانها الضخم تقع على الجانب الآخر من الحدود، التي يبلغ طولها مع روسيا 4200 كم.
ويؤكد إيسايف أن انعطاف موسكو نحو الشرق، بعد تدهور علاقات روسيا مع الغرب في عام 2014، لعب دوره في تطوير العلاقات الروسية–الصينية، وأصبحت الصين الشريك التجاري الرئيس لروسيا في الشرق، رغم أن الشراكة معها تنذر ببعض المخاطر، وفقا للكاتب.
ويرى إيسايف أن اهتمام الصين بالتعاون مع روسيا في الوقت الراهن يحمل في طياته دوافع سياسية أكثر منها اقتصادية. هذا، على الرغم من أن الصينيين يفضلون ممارسة سياسة الهيمنة اقتصاديا.
ويورد الكاتب مثالا على ذلك باكستان، التي يجب أن تمر عبرها طرق النقل الرئيسة. ولربط مدينة غوادر الباكستانية بالمقاطعات الغربية الصينية، جرى مد 3000 كم من الطرق، وبنيت موانئ ومنشآت أخرى. ووفقا للكاتب، فإن الشركات الصينية، التي تعمل على مد طرق النقل هذه، تجلب معها عمالها الصينيين. وإن 80% من الأموال، التي تخصصها بكين لتطوير البنية التحتية الأجنبية، هي قروض غالية إن لم يتم تسديدها في حينها، يطلب الصينيون بثمنها تسليمهم مواقع اقتصادية حيوية في البلاد. ووفقا لما يصفه الكاتب أن الصين لا تحبذ المشاركة مع أحد كان في صناعاتها التكنولوجية.
ويختتم نيكيتا إيسايف بحثه بمقارنة التعاون مع الصين مع اللعب في البورصة: قد “يعود عليك بالكثير، ولكن في حال ارتكابك خطأ ما، فإنك سوف تفقد كل شيء”.
اليوم السابع