أصواتهم !!

* وصف زميل لي صوت مغنيةٍ ما بأنه (جبلي)..

* ولا أدري كيف استطاع تمييز صوتها من بين عشرات الأصوات المشابهة..

* فهي عندي كلها أصوات جبلية إذن… إن صدق التوصيف المذكور..

* فلا فرق عندي بين صوت فوزية عذاب… أو بدرية خراب… أو نبوية غراب..

* كما لا أقدر على تمييز صوت الفحيل… من السخيل… من العجيل..

* فنجوم الطرب الأصيل كان لكل منهم (بصمة صوتية) تميزه عن الآخرين..

* فصوت الخالدي مثلاً هو بخلاف صوت زيدان… بخلاف وردي… بخلاف الكابلي..

* ثم لكل من هؤلاء مدرسة غنائية تختلف عن مدارس الآخرين أيضاً..

* أما مطربو اليوم – إن سميناهم كذلك مجازاً – فهم يتشابهون في كل شيء..

*في كل شيء ؛ لا الصوت فقط… تماماً كحال مذيعي ومذيعات اليوم..

* وقد تحديت ذات مرة نفراً من معجبي مغنٍّ شاب في أن يدندنوا بأي لحن له فعجزوا..

* ولكنهم لم يعجزوا – في مفارقة غريبة – عن الدندنة بألحانٍ لوردي..

*أو لأي مطرب (قديم متجدد)… حين طلبت منهم ذلك..

* فألحان مطربي زماننا هذا هي ألحان (مائية)… بمصاحبة موسيقى (جبلية)..

* ألحان لا يمكن أن (تمسك بها) الذائقة الفنية السليمة… أو تقبضها..

* أو بعبارة أخرى : لا تخضع لقوالب فنية محددة تجعلها ترسخ في الذاكرة..

* ومن ثم فهي أغنيات تلمع… ثم تنطفئ سريعاً كما الشهب..

* ولا أدري مدى تطابق تفسيري مع الذي عناه من وصف صوت نميري بالمائي..

* فقد كتب يقول عقب انتفاضة أبريل (الحمد له الذي أراحنا منه)..

*ثم أضاف الكاتب الذي نسيت اسمه (ومن صوته المائي كذلك)..

* وقبل أن أقرأ عبارة زميلنا هذه كنت أقول إن نميري يتكلم كالذي في فمه ماء..

* وباختصار ؛ أعني أن صوته لم يكن مريحاً للأسماع..

* وكذلك كثير من سياسيينا الآن أصواتهم تفقع المرارة من شد (مائيتها)..

*مع عبثٍ – يرفع الضغط – بأبسط قواعد لغة الضاد..

* أما الذي يدمي القرحة فمحاكاة لبعضهم البعض مثل التي بين مغنيي جيل اليوم..

* فلا يمكنك التفرقة بين زيد وعبيد – من المتحدثين – إلا بالصورة..

* أي أن يكون هناك صوت وصورة معاً… عوضاً عن محض السماع..

* أما أصواتهم فتجمع بين المائي والهوائي في تمازج غريب..

* وعليك أن تفهم المقصود بهذا التوصيف دون تفسير من جانبي..

* فأنا لم أسأل زميلي عن معنى (جبلي !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version