صلاح الدين عووضة

أصواتهم !!


* وصف زميل لي صوت مغنيةٍ ما بأنه (جبلي)..

* ولا أدري كيف استطاع تمييز صوتها من بين عشرات الأصوات المشابهة..

* فهي عندي كلها أصوات جبلية إذن… إن صدق التوصيف المذكور..

* فلا فرق عندي بين صوت فوزية عذاب… أو بدرية خراب… أو نبوية غراب..

* كما لا أقدر على تمييز صوت الفحيل… من السخيل… من العجيل..

* فنجوم الطرب الأصيل كان لكل منهم (بصمة صوتية) تميزه عن الآخرين..

* فصوت الخالدي مثلاً هو بخلاف صوت زيدان… بخلاف وردي… بخلاف الكابلي..

* ثم لكل من هؤلاء مدرسة غنائية تختلف عن مدارس الآخرين أيضاً..

* أما مطربو اليوم – إن سميناهم كذلك مجازاً – فهم يتشابهون في كل شيء..

*في كل شيء ؛ لا الصوت فقط… تماماً كحال مذيعي ومذيعات اليوم..

* وقد تحديت ذات مرة نفراً من معجبي مغنٍّ شاب في أن يدندنوا بأي لحن له فعجزوا..

* ولكنهم لم يعجزوا – في مفارقة غريبة – عن الدندنة بألحانٍ لوردي..

*أو لأي مطرب (قديم متجدد)… حين طلبت منهم ذلك..

* فألحان مطربي زماننا هذا هي ألحان (مائية)… بمصاحبة موسيقى (جبلية)..

* ألحان لا يمكن أن (تمسك بها) الذائقة الفنية السليمة… أو تقبضها..

* أو بعبارة أخرى : لا تخضع لقوالب فنية محددة تجعلها ترسخ في الذاكرة..

* ومن ثم فهي أغنيات تلمع… ثم تنطفئ سريعاً كما الشهب..

* ولا أدري مدى تطابق تفسيري مع الذي عناه من وصف صوت نميري بالمائي..

* فقد كتب يقول عقب انتفاضة أبريل (الحمد له الذي أراحنا منه)..

*ثم أضاف الكاتب الذي نسيت اسمه (ومن صوته المائي كذلك)..

* وقبل أن أقرأ عبارة زميلنا هذه كنت أقول إن نميري يتكلم كالذي في فمه ماء..

* وباختصار ؛ أعني أن صوته لم يكن مريحاً للأسماع..

* وكذلك كثير من سياسيينا الآن أصواتهم تفقع المرارة من شد (مائيتها)..

*مع عبثٍ – يرفع الضغط – بأبسط قواعد لغة الضاد..

* أما الذي يدمي القرحة فمحاكاة لبعضهم البعض مثل التي بين مغنيي جيل اليوم..

* فلا يمكنك التفرقة بين زيد وعبيد – من المتحدثين – إلا بالصورة..

* أي أن يكون هناك صوت وصورة معاً… عوضاً عن محض السماع..

* أما أصواتهم فتجمع بين المائي والهوائي في تمازج غريب..

* وعليك أن تفهم المقصود بهذا التوصيف دون تفسير من جانبي..

* فأنا لم أسأل زميلي عن معنى (جبلي !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. واضحه وضوح الشمس ،واضح جدا انك قاصد رئيس الجمهورية عمر البشير آه ابقي راجل وأركز ???