آمنة الفضل

فوبيا


* هنالك الكثير من المخاوف التي تحيط بنا ، تظل حبيسة عالمنا السري ، لا نستطيع إخراجها للنور ،نغلق عليها جميع المنافذ ، لا نود حقا أن يعرف عنها أحد ، فتلك الحالة الانهزامية هي حقا أكبر مخاوفنا ،لن يضحى النقاش فيها يوما مشرع النوافذ ، إنما يتحول في كل مرة إلى حلقة ضيقة خانقة وباردة ، ولن نخرج فيها عن دائرة التفكير الساذجة الى رحاب الطموح ،الأحلام ،ولن نبحر عميقا في الذات ، بل سنسدل الستار على الحقيقة….

* دعونا لا نفرح كثيرا بلحظة بوح استثنائية ، حتى مع أنفسنا ، لأنه طالما أننا نبحث عن الكمال فلن نعترف بالنواقص ، سنظل نشيد الحصون ونقطع الطريق على كل ما يعلن عنها ، فالمخاوف هي جزء من الشخصية طالما أنها بعض قيم وأحاسيس ، فنحن نخاف من كل شيء تقريبا، من الحياة، الموت الفشل ،الحب ، نخاف حتى من أحلامنا احيانا وبعض التفاصيل العادية التي نتعثر بها في الطريق…

* الخوف من الماضي يمتد إلى المستقبل ، الهزة التي تضرب مساحة الأمان لدينا لا تهدأ سريعا ، لذا تصبح حالة الخوف تلازمنا وتغرق طوق النجاة الوحيد ، ونضحي أسرى مخاوفنا ونزلاء معتقلاتها المظلمة، أو كما قال الكاتب السعودي «أسامة المسلم» :
عندما يخسر المنطق والعقل مواجهته أمام الخوف يبقى العقل أسيرًا للمعتقد أو العرف السائد ويبقى التغيير كالجين المتنحي لا يظهر إلا عندما تكون الظروف مناسبة ولا يمكن في الغالب التنبؤ بموعد هذا الظهور.

قصاصة أخيرة
الخوف سرطان الروح

قصاصات – آمنه الفضل
صحيفة الصحافة