آمنة الفضل

هذا فراق بيني وبينك


«هذا فراق بيني وبينك» كانت آخر كلمات نطقت بها «سلمى» قبل أن تغادر مقابل الحفاظ على كرامتها، فثمة أشخاص يفضلون أن يصفهم الآخرون بالجنون، مقابل عدم فقدهم لتلك البوصلة النقية التي تشير إلى اتجاه الخير والحب، أولئك الممسكون على آخر بؤرة ضوء في الذات، ليس ضروريا عندهم أرقام الأوراق النقدية التي يقدمها لهم أعداء النقاء لشيء في نفس يعقوب، أو ترتيب المقاعد التي يجلسون عليها ما تبقى من سنين، أو لون الفارهة التي ستقدم لهم مقابل ساعة انهيار الإنسانية في مزاد ليس بالضرورة يكون معلنا عنه…

* الحب والخير أصبحا شبحان ، لا يظهران الا في الظلام ، تجدهما يطوفان على أنقاض البيوت المهجورة ، خوفا من أن يلمحهما أحد فيواريهما الثرى خلسة ، ولأنه من الصعب على الشخص السوي الإيمان بوجود ما يسمى بالأشباح، أضحى وجود الحب والخير ضرباً من الخيال المريض…

* جميعنا يعلم أنه ليس بجديد على المجتمعات سياسة الاضطهاد لفئة بعينها ، لكن الجديد هو نوع الفئة التي يمارس عليها الاضطهاد ، فقد أضحى ليس بالضرورة أن تكون تلك الفئة هي الأضعف ، أو التي لا تمتلك سلاحا فتاكا للدفاع عن مبادئها ، فقد تكون في بعض الأحيان الفئة الأقوى هي حبيسة المصيدة ، لأن حالة طقس القوة يتبدل على حسب رغبة الطغاة لأننا من أعطيناهم الحق في اتخاذ القرار ، أو كما يقول الكاتب والمنظر الاسلامي «سيد قطب»:
ما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ، ولا سلطاناً، وإنما هي الجماهير الغافلة الذلول، تمطي له ظهرها فيركب، وتمد له أعناقها فيجر، وتحني له رؤوسها فيستعلي، وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى…

قصاصة أخيرة
الكرامة هي الحياة لا جزء منها.

قصاصات – آمنه الفضل
صحيفة الصحافة