ما هكذا يُهزم الدولار..!!
لم يجد ود حليمة سوى إطار اللوري الورا (اللستك) ليتخذه باباً يوصد به حظيرة الغنم الموجودة في طرف الحوش والكثير جداً من أهلنا كانوا يستخدمونه إن لم يتوفر لهم غيره ، شاءت إرادة المولى أن يسقط هذا الإطار على واحد من صغار الغنم (سخل) فأرداهُ في الحالِ قتيلا ، رأى ود حليمة المنظر البشع واللستك يرقُد في جسد الصغير ، تملكهُ الغضب ولم يحتمل المشهد فهداه تفكيره (القاصر) للانتقام من اللستك فأخذه بعيداً وصبّ عليه القليل من البنزين ثم أضرم النيران ولم تسكُن ثورة غضبه إلّا بعد أن إلتهمت النيران اللستك بالكامل وصيرته رمادا..
لم يجد ساستنا جزاهم الله خير الجزاء سوى (اللستك) ليحرقوه حلاً لمُشكلة الدولار المستعصية وانحرافه الكبير وسخريته المُتزايدة وتطاوله على جنيهنا المسكين فلم يجدوا للأسف حلاً سوى قراراتٍ إجتمعوا لها في ليلهم ذاك هدأت بها ثورة غضبهم قليلاً ولم تهدأ بها ثورة الدولار والذي ما زال وسيظل يمُد في لسانه ساخراً من مثل هذه القرارات والتي لم يتبعها عمل حقيقي يتعافى به الجنيه ويُهزّم به دولار السجم شر هزيمة وبالطبع لن يحدُث هذا إلّا بالعمل الجاد من أجل وطنٍ مُقعدٍ خارت قواه وهذا ما لم يحدُث ما دُمنا نُعالج في قضايا إقتصادنا هكذا..
بحّ الصوت وجفّ مداد العُقلاء من أهل بلادي وهُم يوصونكم على الدوام أن عليكم بالإنتاج إن أردتُم الحل الجذري لهذه المُعضلة التي أقعدت بلادنا ، شغلتكم أموالكم ومصالحكم الخاصة والصراع حول الوظائف الكبيرة مصدر هذه الأموال الوفيرة عن الإلتفات لمثل هذه الوصايا القيّمة ، يأت زيد (فقيراً) بلا رؤية ويذهب (ثرياً) ليعقُبه عبيد وكلاهما بلا شيء سوى الثراء والمزيد من اللت والعجِن وقد طال إنتظار الناس لرفاه رددته أفواه ساسة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا..
أن يتراجع سعر صرف الدولار جنيه واحد أو أكثر أو حتى لو وصل سعر الدولار إلى (20) ألف وأقل فهذا لا يعني (بالتأكيد) أنّ القرارات قد حققت النجاح المرجو وقد جئتمونا في نهاية ثمانينيات القرن الماضي والدولار يادوب تجاوز ال(10) جنيهات وقد أشفقتم علينا بقولكم المُكرر أن لولا إنقاذكم لنا لبلغ الدولار ال(20) جنيه وها هو قد تجاوزها مئات المرات وما زالت المُعالجات (شوية) قرارات في زمانٍ إنتقل فيه تجار العُملات الكبار من الوقوف في الطُرقات وحول الفنادق إلى عصر التقنية الحديثة وبيع وشراء ملايين الدولارات يتم عبر ضغطة زر واحدة ولا من شاف ولا من سمع..
أفيقوا بالله عليكم وأنصتوا جيداً لمن يُبكيكم الأن لا من يُضحككم ويضحك عليكم واعلموا أنّ قراراتكم لن تقيل عثرة الإقتصاد ولن تُعين الجُنيه على الوقوف إن لم يصحبها عمل دؤوب جاد مدعوم بوطنية حقة (إن وجدت)..
والله المُستعان..
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة