آمنة الفضل

الصفحة التالية


* في وقت ما من ساعة لم تهديني فرحا أنتظره ، ركنت إلى زاوية الاستسلام ، رسمت الطريق إلى عزلة لا أعرف نهايتها ، صممت سجنا لا يحتمل أحدا سواي ، ومددت يدي إلى أغلال السكون ، فهذه الدنيا العنيدة حبلى بالابتلاءات ، تعشق المصائب ، ودوما ما تكون في علاقة مفتوحة مع المواجع ، تؤذيك بكل ما تملك من وسائل باردة ، تجعلك تطلب جرعة الموت الرحيم بمحض ارادتك ، تزلزل أركان صبرك ، وتستنفد قدرة احتمالك لها ، وكثيرا ما نخضع إرادتها بكامل الاستسلام…
* في وقت آخر من يوم آخر في هذه الدنيا ، سقطت بين يدي ورقة قديمة ، لونها أصبح مصفرا وأطرافها مهترئة ، فهي تعود كما في تاريخها إلى بضع سنين من الماضي ، كانت تحوى مسألة رياضيات معقدة قد تم فك طلاسمها بدقة عالية ، الغريب أن هذه الورقة كانت تحمل في أعلاها اسمي ، تعود للصف الأول من المرحلة الثانوية ، علما بأنه لم تنشأ قط حالة حب بيني وبين هذه المادة تحديدا ، لكن حينما أعدت ترتيب الصور القديمة في الذاكرة ، أدركت انها كانت لحظة تحدي وقد حصلت وقتها على الجائزة رغم أنف صديقتي التي كانت في حالة عشق أزلي مع الرياضيات ….
* اكتشفت في وقت لاحق من ساعات لم تزل باقية من العمر ، أن الذي حدث لي في ذلك الوقت مع الرياضيات كان أشبه بما أخبرتنا به الكاتبة الاسترالية «روندا بايرن « في كتابها «السر « وقت أن قالت «يمكنك أن تبدأ بلا شيء ومن لا شيء ومن لا مكان .. وسوف تجد طريقك … فكل ما تحتاج إليه هو أنت وقدرتك على التفكير في الأشياء لتجلبها إلى الوجود ،كل ما يحدث في حياتك فأنت من قمت بجذبه إلى حياتك .. وقد انجذب إليك عن طريق الصور التي تحتفظ بها في عقلك أي ماتفكر فيه انظر للأشياء التي تريدها على أنها ملكك بالفعل واعلم أنها سوف تأتي إليك عند الحاجة .. دعها تأتي ولا تقلق ولا تفكر بشأنها «…

قصاصة أخيرة
لن تكف الحياة عن كسرنا ولن نكف عن الصمود

قصاصات – آمنه الفضل
صحيفة الصحافة