عجز التأمين الصحي عن توفير الدواء .. حلول المرضى بين تقليل الجرعات والموت الرحيم
عجز التأمين الصحي عن توفير الدواء
حلول المرضى بين تقليل الجرعات والموت الرحيم
مرضى الأمراض السارية يشكون من ندرة وانعدام لبعض الأدوية
صيادلة : بعض المرضى أحجموا عن شراء الجرعات كاملة وحياتهم في خطر
مدير هيئة التأمين الصحي ولاية الخرطوم : زيادة في أسعار أدوية التأمين بلغت (65%) والخدمة الطبية (35%)
اشتكى مجموعة من المرضى تحت مظلة التأمين الصحي من إشكالات عدة تواجه حصولهم على الأدوية وذلك لندرتها وارتفاع أسعارها، خاصة أدوية الأمراض (السارية) مثل الضغط والسكري، إضافة لمرضى الفشل الكلوى .
وكشفت إدارة هيئة التأمين الصحي بولاية الخرطوم (شوامخ) عن إشكالية في توفر المخزون الرئيس من الأدوية بسبب إحجام الشركات عن توفير الأدوية بحجة تذبذب سعر الدولار , فيما عزت إدارة التأمين الصحي بولاية الخرطوم ذلك لوجود نسبة استرداد عالية لقيمة بعض الأدوية داخل التأمين من قبل المؤمن عليهم فضلاً عن زيادة مضطردة في أسعار الأدوية وصلت إلى (60%) خلال العام 2017 ووصول نسبة الزيادة في فاتورة الخدمة الطبية إلى (35%), أما عدد الأسر المدرجة تحت مظلة التأمين بلغت (988) ألف أسرة بالقطاعات المختلفة .
ندرة في الدواء:
تجددت الشكاوى بعد أن بلغت المعاناة مداها لدى المرضى الذين أفصحوا عن حجم آلامهم المزدوجة لـ(الجريدة) وأضحوا أن المعاناة تفاقمت نتيجة نقص في الأدوية في التأمين الصحي، خاصة أدوية مرضى الفشل الكلوي.
ويقول إدريس يوسف يعاني من الفشل الكلوي : إن المريض بالفشل الكلوي يصرف حصته لمدة شهر ، وبعد أن تنفد الكمية يذهب لصرف حصة الشهر القادم ، موضحاً أنه في الشهر الماضي وعقب انقطاع العلاج من الصيدليات تفاجأ المرضى بخروج حقن (ليبراكس) من مظلة التأمين الصحي، بالإضافة إلى انقطاعه من مراكز غسيل الكلى, كاشفاً أنهم أصبحوا يتحصلون عليه مباشرة من الصندوق القومي للإمدادات الطبية بمبلغ (100) جنيه للحقنة الواحدة.
وقال : هنالك أدوية متعددة تصاحب عملية الغسيل لمرضى الفشل الكلوي، ومن بينها الكالسيوم الذي يبلغ سعره (90) جنيها , و(الفولوك أسيد) الذي إرتفع سعره والحبة الواحدة بـ(30) جنيها ,وتقول المريضة سكينة عوض الله والتي تعاني من مرض الفشل الكلوي أيضاً: إن ارتفاع أسعار العلاج الخاصة بمرض الفشل الكلوي أعجز المرضى عن شرائها ، مشيرة إلى أنها تحتاج لغسلتين في الأسبوع، رحلتها للعلاج تبدأ قساوتها من الزيادة المضطردة في تكاليف الترحيل للوصول لمركز الغسيل من منطقة الحاج يوسف حيث سكنها إلى مركز بحري , وكشفت عن الانعدام الكامل لحقن الحديد في الصيدليات التجارية وفي التأمين .
مرضى الضغط يشتكون :
وفي السياق ذاته اشتكت مجموعة مرضى الأمراض السارية (الضغط ، السكري, الأزمة) من انعدام بعض الأدوية بصيدليات التأمين الصحي، وقالت المريضة نور حمد المأمون والتي تعاني من مرض الضغط لـ(الجريدة): إن لديها تأميناً عبر صندوق المعاشات ولكنها لاتجد علاجها بالتأمين الحكومي حبوب الضغط ولا تستطيع شراءها من الصيدليات بأسعار عالية.
مراكز العلاج:
وتوقع مجموعة من الأطباء والصيادلة تراجع حالات المرضى بسبب عجزهم عن توفير قيمة العلاج، وقال مجموعة من الصيادلة الذين تحدثوا لـ(الجريدة): إن هناك مرضى يحضرون حاملين روشتات الوصفات الطبية وعند معرفتهم لأسعارها إذا كانت حبوب أكثر من شريط يطلبون شريطاً لعجزهم عن شراء المجموعة كاملة وغالباً يكتفي معظم المرضى بجزء من العلاج مما يعمل على عدم علاجهم بالكامل، بل أن البكتيريا المسببة للمرض تكون أقوى في مقاومة العلاج مما يعمل على تأخر أغلب الحالات والحوجة لعلاج باهظ الثمن، مؤكدين أن تأخر بعض الحالات ربما يؤدي للوفاة في أغلب الحالات.
إشكالات في المخزون :
من جانبه كشف مدير هيئة التأمين الصحي بولاية الخرطوم (شوامخ) عمر الأمير عن عجز في توفير المخزون الرئيس من الأدوية بسبب إحجام الشركات عن البيع بحجة تذبذب سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني ، موضحاً (أنه في حال الاتصال بأي شركة لطلب نوع معين من الدواء تعتذر بأنها في انتظار استقرار سعر الدولار ) وأضاف أن لدى شوامخ عدد(22) صيدلية بولاية الخرطوم يتم توفير الأدوية لها من الصندوق القومي للإمددات الطبية وأبان أن نقص الأدوية بالتأمين تتم تغطيته من الشركات الخاصة .
نسبة استرداد عالية
من جهته كشف مدير إدارة التأمين الصحي ولاية الخرطوم عمر حاج حسن عن نسبة استرداد عالية لبعض الأدوية تحت مظلة التأمين الصحي من قبل المؤمن عليهم بسبب موضحاً أن دواء الايبركس الخاص بمرضى الفشل الكلوي تصدر قائمة الاسترداد الأعلى في الفترة الفائتة لعدم توفره، وقال: حتى نسهل للمرضى ضمن قائمة التأمين أدخلنا صيدليات إضافية لزيادة الخيارات أمام المرضى حتى يجد المريض الدواء وردد اتجهنا للقطاع الخاص , وكشف عن فتح مراكز للاسترداد في كل من محلية بحري وأمدرمان ، مؤكداً أن نسبة زيادة الأسعار بفاتورة الأدوية وصلت إلى نسبة 60% في العام 2017 ، ووصلت نسبة الزيادة في فاتورة الخدمة الطبية إلى 35% والتي تشمل العمليات والمقابلات للأطباء الاختصاصيين ،مشيراً إلى أن ٍهنالك تعديلات تمت للاشتراكات بخدمة التأمين الصحي بناء على التكلفة المالية الخاصة بالاشتراك , موضحاً أنه تمت تعديلات لبعض الاشتراكات المالية حيث تمت زيادة الدعم للأسر الفقيرة في العام 2016 من مبلغ (50)جنيهاً إلى مبلغ (91) جنيهاً للأسرة الواحدة , وأضاف: هنالك (988) ألف أسرة مدرجة في خدمة التأمين الصحي بالقطاعات المختلفة , مؤكداً أن نسبة الاستراداد العالية للمبالغ التي يتم شراء الدواء عبرها من قبل المرضى مؤشر إلى وجود ندرة في بعض الأصناف من الأدوية، وقال: إدارة التأمين الصحي تتعامل مع الشركات مثل والدواء الدائر وبعض شركات القطاع الخاص ، وأشار إلى أن إدارة التأمين الصحي تقوم سنوياً بشراء أدوية بواقع (31) مليار أي بنسبة 46% للدواء و 54% للخدمة الطبية.
أوضح دكتور عمر حاج حسن مدير إدارة التأمين الصحي ولاية الخرطوم أن إدارة التأمين الصحي لديها قائمة أدوية أساسية يشملها التأمين الصحي يتم تحديثها كل عامين وهنالك قائمة للأدوية الأساسية في منظمة الصحة العالمية وتعد من البروتوكولات العلاجية المعتمدة عالمياً موضحاً بقوله إن أي دواء يشمله البروتكول العالمي يدخل في التأمين الصحي بغض النظر عن سعره مستدلاً بقوله إن هنالك قائمة لبعض الأدوية يصل سعرها إلى 4-5مليون تدخل ضمن التي يشملها البروتوكول يتم توفيرها للمرضى ولكن ربما يوجد دواء سعره عشرين جنيها ولايشمله البروتوكول لايوجد ضمن قائمة أدوية التأمين , موضحاً أنهم يشترون ضمن قائمة الشراء الموحد من الإمدادات الطبية وذكر بقوله إن هنالك أدوية يتم شراؤها من السوق القطاع الخاص ,موضحاً أن الاسترداد لقيمة الدواء عقب شرائه من القطاع الخاص مركزي .
وأوضح بقوله إن إدارة التأمين كانت تطلب من مريض التأمين ختم الروشتة من عدد صيدليتين وتسهيلاً للمرضى لوجود ندرة في بعض الأدوية اكتفينا بختم واحد بسبب الإشكالات في سوق الدواء وقمنا بزيادة عدد الصيدليات لتوفير أدوية التأمين الصحي وقال حتى نرضي ضميرنا نوفر الدواء من القطاع الخاص , وأشار إلى أنه لايوجد دواء يحتل المرتبة الأولى من حيث الندرة مردداً أحياناً يحتل الأنسولين المرتبة الأولى وأحياناً اليبركس موضحاً أن هنالك تفاوتاً من حيث توفر الدواء من عدم توفره.
تحقيق : لبنى عبدالله
صحيفة الجريدة