واللصوص مستويات..!!
شقّ أحدهم صفوف من جاءوا للصلاة في مسجد الحي مُباشرة بعد السلام والغضب بادٍ على محياه يُحدثهم بأنّ هُناك من تجرأ على فتح أحد صناديق المسجد داخل المسجد وسرق ما فيه ثُم حمل معه بقية الصناديق الحديدية الأخرى التي لم يستطيع فتحها داخل المسجد ، أوصل الرجُل رسالته الغاضبة لهم رُبما يجدوا لهذه المُشكلة حلاً يمنع مثل هذا اللص الجرئ من محاولة سرقة مسجدهم والذي تعرض من قبل لسرقات مماثلة ..
حدثني أحدهم بعد أن استمع لقول القائل بأنّ هذا اللص كان على عجلة من أمره والمسجد ملئ بما يستحِق أن يُسرق من مراوح ومكيفات ومصاحف جديدة وحكى لي عن لص (مُتمهِل) سطا على مسجدهم ولم يجد غير ساعة الحائط فاستخدم المصاحف سُلماً للوصول بها إلى حيث الساعة أخذها وترك المصاحف (مرصوصة) في مكانها وذهب وكُل شئ جايز ومتوقع وما من حُرمة ولا قداسة يُمكن أن تمنع من امتهن السرقة وأكل أموال الناس بالباطِل..
رُبما توافقوني أعزائي الكرام بأنّها قصص (سرقة) عادية لا غرابة فيها عندما نُقارنها بسرقات من يُفترض فيهم أنّهُم حُماة الدين والمال وهُم ينهبون في أموال الغلابى الفُقراء من أهلهم ، لدينا أكاديمية فساد عُليا دفعت للمُجتمع بأعداد كبيرة من خريجيها حملة شهادات الفساد بمستويات مُختلفة منهم تخصص في نهب قيمة مساجد بكاملها في أطوارها الأولى إلى مستوى من يسرق ما بداخلها وأمثال هؤلاء لديهم قابلية للتطور السالب لسرقة كُل شئ..
وهل يُبالي من سرق من مسجد شيئاً في سرقة غيره..؟
في زمانٍ غير هذا تسابق أثرياء العرب في تشييد مشاريع خيرية كُبرى في السودان عبر من يعملون معهم في مؤسساتهم من أبناء السودان أو عبر بعض مسؤولي دولتنا الأماجد ممّن تربطهم علاقات خارجية ، نجح البعض في إنشاء مشاريع خيرية حقيقية من مساجد وخلاوى للقرآن الكريم وغيرها وفشل أكثرهم في تحقيق أمنيته وذهبت أموالهم إلى جيوب (الوسطاء) أصحاب الذمم الفاسدة ، ازدادت حالات نهب أموالهم حتى تقطعت حبال الثقة وما عاد هُناك من يثق في أن يترُك أمواله هكذا ومن يُريد أن يُنشئ مشروع خيري يأتِ بشركات استشارية تنوب عنّه في التشيد بلا واسطة..
هل من فرق بين من يسرق مسجداً ومن يسرق قوت المواطن الفقير..؟
والمُراجع العام للدولة لا تخلو له ميزانية من سرقات ووسائطنا لا تخلو أخبارها أيضاً مع كُل صباح جديد عن مؤسسات تُعنى بالفقراء إنتهك من هُم على رأسها حُرمة أموالها وبرلماننا تُرتفع فيه الأصوات (الآن) ويحتدم فيه الجدل حول ما يدور حول مؤسسات الحج من فساد ولم يسلم ديوان الزكاة كذلك ..
ما من فرق واللصوصية مستويات..
نسأل الله السلامة..
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة