آمنة الفضل

منتهى البؤس


في اعتقادي أن المركبات العامة العامة في حاجة ماسة إلى تدخل وزارة الصحة والمنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان ، فأنت حينما تخرج من منزلك بكامل هيئتك الأنيقة ، تظل في حالة توجس من أن تعلق بسترتك ذرات غبار تشوه تفاصيل هندامك وانت في الطريق بانتظار الحافلة التي ستقلك الى المحطة التالية ، فلا يكون من تلك الحافلة التي طال انتظارها إلا أن تغرقك في سحابة من الغبار العتيق الذي يسكن مقاعدها المهترئة ، وقد يختلط الغبار مع اشياء أخرى لا تستطيع معرفة حقيقتها حتى وان أخضعتها للفحص الدقيق …

أسأل نفسي أحيانا بالإنابة عن ضمير من هم أولى بالإجابة ، إلا يستحق هذا الإنسان العادي أن يشعر ببعض الرفاهية حتى وان كانت خاطفة ؟، الا يستحق ان يجد بعض الاهتمام والحماية ؟ إلا يستحق أن يشعر بآدميته كونه الأفضل من بين جميع الكائنات ؟ ، الا يستحق أن ننظر إليه من عدسة أكثر عدلا ؟، الا يستحق أن يعيش في عالم خال من المعوقات ، القذارة ، الأنانية وتهميش الذي هو أدنى ؟…
تزور مخيلتي أحيانا بعض الصور التي أحسب انها أقرب للحقيقة من الخيال ، فتلك المركبات أنسب لها أن تستخدم لترحيل النفايات ، لأنني كلما صعدت إلى حافلة في يوم حظ عاثر يتلاشى إحساسي بكوني إنسان ، وأشعر كأنما يقتادني أحدهم عنوة إلى مكب نفايات في مركبات خصصت لهذا الغرض تحديدا ، فأترجل عنها أحيانا قبل بلوغ المحطة التي أقصد ، حتى لا أفقد ما تبقى من ملامحي الأدمية ،وبعض البريق بهندامي …

قصاصة أخيرة
يستحق الإنسان أن يعيش كإنسان

قصاصات – آمنه الفضل
صحيفة الصحافة